|
المشاركات 2,408 |
+التقييم 0.63 |
تاريخ التسجيل 27-11-2013 |
الاقامة بلدي الحبيب _الصحراء |
نظام التشغيل |
رقم العضوية 89535 |
انتصر فى كل معاركه التمثيلية بالضربة القاضية ومن الجولة الأولى مهما كان من يقف بجواره فهو دائما قادر على الاقتحام
مجلة "لايف" اعتبرته أعظم ممثل فى الشرق الأوسط والمؤرخ السينمائي جورج سادول وصفه بـ أرسون ويلز السينما المصرية
فيلمه الاخير «أجازة صيف» كان الضربة التى اجهزت عليه بعد سخرية ممثلة ناشئة منه ليفرض على نفسه عزلة إجبارية
كثير من الفنانين تصنعهم بعض الأدوار التى يجيدون تجسيدها على الشاشة، وترتبط بهم طوال مشوارهم الفنى.
لكن القليل يستطيعون صناعة الدور، بإلقاء الضوء عليه، وكان من بين هؤلاء العظماء زكى محرم محمود رستم (5- مارس- 1901 /15- فبراير - 1972)
.. فقد كان ومازال حالة استثنائية فريدة، شديدة الابداع والتفرد، ويدين له بالفضل فى تطوير مهنة التمثيل منذ وقت مبكر جدا.
حتى أصبح اسمه مقرونا دائما بأى حديث يتعلق بالاجادة والتميز. واعتبرته اجيال كثيرة مرجعا مهما يلجأون إليه كلما دعت الحاجة.
فإرثه السينمائى خير معلم وسند اصيل لمن يعشق هذه المهنة.
يبدو الرجل غامضا، يحمل ألف وجه سينمائى، لا يستطيع أحد اختراقه أو استمالته، يملك من الذكاء والدهاء القدرة
على اقناع الآخرين بمنطقه، حتى ولو كان على غير صواب، ربما الرهبة من سطوته تجعل البعض يستسلم بسهولة
ومن دون مقاومة.. فهو يملك من الحجة والبلاغة والثقافة ما يجعله يفتت أى حقيقة لا تروقه أو تلقى هوى عنده،
ينتصر فى كل معاركه التمثيلية بالضربة القاضية ومن الجولة الاولى مهما كان من يقف بجواره، فهو دائما قادر على الاقتحام
فى فيلم «نهر الحب»، بينما (خالد ونوال) يلهوان فى فناء الحديقة المملوءة بالورود والازهار متقمصين شخصيتى
"ايزيس واوزوريس" يأتى الشرير "ست" (طاهر باشا) منقضا عليهما ملوما لتصرفهما الشائن موبخا فعلتهما واستهتارهما
فمن يستطع أن يفعل ذلك غيره، فى فيلم «امرأة فى الطريق»، ورغم أنه يجمع ثلاث قنابل تمثيلية متفجرة،
هدى سلطان وشكرى سرحان ورشدى أباظة، يحتفظ بكادرات خالدة مفعمة بالتوهج والعبقرية، وفيلم «ابو البنات»
يعصر القلوب حزنا على ما آلت اليه حال بيته وبناته، وفى «معلش يازهر» ينقل المشاهد نقلة ادائية ويفاجئه بأداء مبهر
ومفردات جديدة للموظف المطحون والمتفانى فى عمله، وفى «الحرام» هو ناظر الزراعة الذى لا تخفى شدته قلبه الرقيق
ونبل شهامته بستره لـ"عزيزة" حتى لا يفتضح أمرها، وفى «الفتوة» يبدو العنفوان والقسوة السمتان الواضحتان اللتان لا يخفيهما ولا يخجل منهما.
يقبل التحدى ولا يهاب المواجهة.. يدخل مباراته التمثيلية متسلحا بموهبته وقدرته الفائقة على تجسيد
شخوصه التى يتصدى لها مستدعيا تفاصيلها واكسسوارتها وثقافتها، وفى أحيان كثيرة قبحها ودمامتها..
لا يعنيه من الامر سوى أن يعبر بصدق عنها.. فالتشخيص عنده مهمة تقتضى اول ما تقتضيه الصدق وامانة النقل للجماهير.
لم يذب فى شخصياته لحدود المتاهة، فما بين الدونية الضاربة فى قاع الاجرام والاستقراطية المحافظة على التقاليد
والمثل ظل محتفظا بكل خيوط الإبداع دون أن يطمس ملامحه التى تحض على الاحترام.
عندما يغضب فأنت أمام وحش لا يملك أى رحمة او عطف.. شرس قاسى القلب لا يمتنع عن استخدام أى وسيلة
فى تعذيب خصومه حتى لو اضطر لاستخدام الكرباج «اين عمري» وعندما يلين قلبه تنفطر احشاء من يشاهده من
فرط انسانيته الشديدة وطيبته المبالغ فيها. فى «صراع فى الوادى» يمثل الاقطاع فى ابشع صوره عندما يغرق أرض الفلاحين
ويقتل شيخهم الضرير مستبيحا قوتهم وعافيتهم دون ان يرمش له جفن، وعندما يحيق الخطر بابنته يركع على الارض متذللا نادما
تملأ الدموع عيون ويكاد يهيل التراب على رأسه، ورغم الغضب الذى يتملك الجماهير محاولة التقاطه للفتك به، نجدهم فى آخر
مشاهد الفيلم يتعاطفون معه وربما تلمح دموع فى عيون بعضهم. وفى «ملاك وشيطان» نكتشف زعيم العصابة متحجر القلب الذى يختطف
طفلة طلبا لفدية، ونتعجب من قدرة ابن البشوات فى اصطياد تلك المفردات والنظرات التى لا تصدر الا من بلطجى تربى فى اوكار المجرمين
وليس فى قصور البشوات. وفى «عائشة» لا يتوانى فى الاتجار بابنته بحثا عن المال ليفى به نزواته فى شرب الخمر ولعب القمار.
انها بعض من شخوص العملاق زكى رستم التى مازالت تعطينا شغف المشاهدة رغم مئات المشاهدات.
لم يكن اشتغال الفتى بالفن أمرا هينا، لاسيما انه ينحدر من أسرة استقراطية عريقة وثرية امتلكت اكثر من 1800 فدان
من الاراضى الزراعية، فوالده كان وزيرا فى عهد الخديو اسماعيل، وجده كان أحد رجال الجيش المصرى البارزين،
وكانت رغبة العائلة ان يسلك مسلك الاب والجد فى دراسة الحقوق، خصوصا ان نظرة المجتمع للفن كانت خالية من الاحترام.
فما بالنا بابن البشوات الذى كان يقطن بسرايا فى حى الحلمية شيدت على مساحة 5 افدنة وتكونت من 50 غرفة غير طابور طويل من الخدم والحشم
كان لديه 14 اخا واختا من ثلاثة زوجات للأب، حاولت الام جاهدة ان تثنيه عن الاشتغال بالفن لكنها لم تفلح.. هدده والده بالطرد او حبسه بالعزبة،
لدرجة انهم خشوا على اخيه الاصغر عبد الحميد وارسلوه الى انجلترا فى سن مبكرة 12 عاما حتى لا يفتن بالفن مثل اخيه، وليتولى رعايته بالخارج الاخ الاكبر
وجيه الذى كان يعمل سفيراً لمصر فى فرنسا، بعد موت الاب يهرع الى صديقه سليمان نجيب (ابن مصطفى باشا نجيب صديق والده والذى تولى رعايته بعد موت ابيه)
الذى سبقه للعمل بالفن ليساعده وبالفعل يلتحق بفرقة عبد الرحمن رشدى، وعندما تعلم الام تصاب بالشلل، لكنه لم يتراجع ويواصل مشواره مهما كلفه
من متاعب وتضحيات، ثم ينضم بعد ذلك لفرقة اولاد عكاشة التى حظى فيها بقبول شديد، ومنها الى فرقة جورج ابيض، ثم فرقة رمسيس
الذى تقاضى نظير العمل بها مبلغاً وقدره 25 جنيها شهريا وهو اول اجر له ويتواصل عطاؤه المسرحى فى 45 مسرحية.. ومع بدايات السينما
يترك المسرح ليشارك فى أول ادواره فى فيلم «زينب» عام 1930، وتتوالى الادوار ويبدأ اسمه فى التصاعد وتصل افلامه الى 240 فيلماً
وتكتب عنه مجلة "لايف" الامريكية ان زكى رستم اعظم ممثل فى الشرق الاوسط، ويصدقها جورج سادول المؤرح السينمائى القول
"بانه ارسون ويلز السينما المصرية" ونؤكد نحن انه واحد من عظماء التمثيل فى الشرق والغرب.
لم يقبل العمل فى أى دور بغرض التواجد او العيش، فحالته المادية على احسن ما يكون، بل انه عمل فى بداياته دون اجر،
فقد كان يمارس الفن من باب الهواية، ولم يصادف مرة ان جسد شخصية غير مقتنع بها، وفى ذلك يقول
"لا أمثل إلا الدور الذى يقنعنى، فأنا وحدى اتحمل مسئولية أدوارى"ِ كان شديد الاحترام لنفسه ولفنه ولزملائه، يحترم التقاليد والاصول
التى تربى عليها فى كل تصرفاته، شديد الصرامة فى غير اذى، وشديد الطيبة من غير سذاجة، وشديد التواضع من غير مهانة،
هو واحد من قلائل لم تطلهم الشائعات، ربما لانه لم يهو السهر والحفلات العامة، ولا يعرف غير البلاتوه، يميل الى العزلة والوحدة التى يستمتع
فيها بالقراءة والتأمل، قضى معظم اوقاته فى منزله الذى لم تدخله امرأة وكان مقصورا على عدد قليل من الاصدقاء (عباس فارس وعبد الوارث عسر)
لم يتزوج ليس عزوفا منه، ولكن كما يقول " كنت سييء الحظ على طول الخط، فكلما سمعت عن بنت حلوة من أسرة كريمة
سارعت محاولا الفوز بها فيصدمنى ان عريسا آخر كان أسرع منى، وهكذا مرت الايام حتى اصبحت أخاف ان تزوجت ان يبخل
على القدر بمزيد من العمر لاربى اولادى" ونتيجة حياة العزوبية التى عاشها منعما بالهدوء، لقى فى اواخر ايامه عذابات الوحدة وجحود الناس بالسؤال عنه،
ومما ضاعف قسوة هذه الايام عليه هو ضعف سمعه الذى راح يتلاشى، وكان يعتقد انه امر عارض سيزول بمرور الوقت، لكن المؤلم ان السمع كان فى طريقه للزوال
وبدلا من أن يأتى فيلمه الاخير «اجازة صيف» ليزيل بعضاً من هذه الكآبة التى استولت عليه كان الضربة الاخيرة التى اجهزت على الرجل، فقد تعرض
لموقفين بالغى الاسى، الاول عندما ضحكت عليه ممثلة ناشئة بسبب نسيانه جملة حوار، والثانى ان واحداً من طاقم العمل بالغ فى رفع صوته
حتى يسمع فغضب الرجل من ذلك وشعر بالإهانة، ليفرض بعد ذلك على نفسه عزلة إجبارية تنقطع فيها كل اخبار الدنيا عنه إلا من سؤال اخيه.
تمضى الأيام الاخيرة ببطء موحش وقسوة شديدة لا يقطعهما سوى الحنين لذكريات جميلة وتاريخ مبهر ورائع وعمر طويل قضاه امام الكاميرات
ليقدم شخوصه العبقرية، وبات ينتظر النهاية وحيدا حتى جاءت ليسدل الستار عن أهم ممثل مصرى فى القرن العشرين.
دمتم بالف خير
السلام عليكم
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صور نجوم الوان بدون خلفيه png فيكتوريه شفافه | افنان | صور مقصوصه مفرغه بدون خلفيه png | 114 | 29-12-2023 10:24 AM |
صور نجوم الفن وهم اطفال صغيرين | جرافيك مان | جميع الصور | 1 | 16-01-2022 12:24 PM |
نجوم وزخارف ومنحنيات ودوائر قوس قزح وملونه , نجوم ثري دي , كليب ارت , سكرابز , منحنى , منحنيات , اكسسوارات التصميم | أميرة الخيال | صور مقصوصه مفرغه بدون خلفيه png | 140 | 16-01-2018 09:08 AM |
عمرك سمعت عبد الحليم بيغني لام كلثوم ... طب اسمع دارت الايام لعبد الحليم | محمداحمدعبود | سمعنا مزاجك | 0 | 12-07-2016 02:38 AM |
فرش نجوم الريترو واضواء المسارح , نجوم , اضواء المسرح , فرش فوتوشوب , نجوم , نجمات | أميرة الخيال | فرش الفوتوشوب Brushes | 7 | 27-02-2016 07:38 PM |