❌التحذير من بدعةالمولد❌ أما بعد: فإن الله تعالى بعث محمدا ﷺ بالهدى ودين الحق بعثه بالعلم النافع والعمل الصالح، كما قال تعالى:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ** فما من خير يقربنا من الله الا دلنا عليه، وما من شر يباعدنا من الله الا حذرنا منه، فأكمل الله به المنة وأتم به النعمة {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا** لقد نزلت عليه هذه الآية الكريمة في يوم عظيم في مقام عظيم، نزلت عليه يوم عرفة وهو واقف بعرفة في حجة الوداع. فكانت مؤذنة بتمام الدين وكانت أيضاً مؤذنة ببطلان كل بدعة في الدين، فإن الدين الكامل لا يحتاج إلى إضافة لا يحتاج إلى زيادة وإلا لم يكن كاملاً بل يكون ناقصاً. -إن البدع خطرها عظيم لما يترتب عليها من تضييع الدين الحق وغياب معالمه وانطماس نوره، ولما تؤدي إليه من تفريق المسلمين وتشتيت كلمتهم وتقطيع صفهم، فإن أهل البدع مختلفون فيما بينهم اختلافاً كثيراً وهم كلهم مخالفون لأهل الحق الداعين إلى السنة الذابين عنها. -لذا جاء النهي عنها نهياً صريحا باتاً لا يستثني منها شيئاً فكان ﷺ يقول في خطبه «وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» فابطل كل بدعة وتوعد كل صاحب بدعة بالنار والعياذ بالله. -وإن من البدع المحدثة في الدين بدعة الاحتفال بمولد النبي ﷺ، في الثاني عشر من ربيع الأول كل عام، فيجتمع الناس على الطعام والشراب وقراءة سيرة النبي ﷺ هذا على أحسن الأحوال.. والاحتفال بمولده ﷺ بدعة لكونه عملاً يتقرب به أصحابه إلى الله وإذا نظرنا اليه لم نجد عليه دليلاً من كتاب ولا سنة ولا عمل به السلف الصالح. -وهذه حقيقة البدعة فلو كان الاحتفال خيراً لجاء الامر به الزاماً أو استحباباً في الكتاب أو السنة لو فعله النبي ﷺولو مرة في حياته، أو لسنه أحد الخلفاء الراشدين الذين هم أعلم الأمة بدين الله ولسبق به وإليه السلف الصالح في العصور الفاضلة التي هي خير القرون. -لقد كان منشأ الاحتفال بالمولد النبوي من قبل الدولة العبيدية الباطنية التي عطلت الشريعة وأذلت علماءها وقتلت من قتلت منهم وسلخت بعض كبار أهل العلم في زمانهم وهم أحياء فأعلنوا انتسابهم لفاطمة بنت محمد ﷺ وأحيوا الموالد للرسول ﷺ ولأهل بيته اشغالاً للعوام وتلبيساً عليهم أنهم يعظمون رسول الله وأهل بيته وهم براء منه ومن أهل بيته كافرون به وبدينه. -وحين أولعت القلوب بحب هذه البدعة أخذ بعض الناس يدافع عنها ويلتمس لها المعاذير والشبهات كقولهم أن النبي ﷺ صام يوم الاثنين وقال ذاك يوم ولدت فيه ولو كان هذا الحديث يفهم منه مشروعية الاحتفال بمولده مرة في كل عام لسبق الى هذا الفهم أصحاب رسول الله ﷺ فكيف خفي عليهم هذا الاستنباط وظهر لمن بعدهم بقرون.. غاية ما في الحديث استحباب صيام يوم الاثنين من كل أسبوع على مدار العام لفعله ﷺ ولحثه عليه ولما فيه من الحكم ومنها أنه يوم ولد فيه ويوم بعث فيه أو أنزل عليه فيه وأنه يوم تعرض فيه الاعمال على الله. -ومن أعذارهم أنه يوم يتذكر فيه الناس نبيهم ويقال لهم وهل ينسى المسلمون نبيهم ﷺ أليس يتردد ذكر اسمه في المآذن كل يوم عشر مرات، في كل أذان يتكرر مرتين، اليست الصلاة والسلام عليه على الألسن، أليست مجالس العلم معمورة بمدارسة حديثه وسنته، اليست الخطب تستفتح بذكره بعد ذكر الله ..مصداقاً لقوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ**. -ثم في هذا التعليل غض وحط من قدره لو تأملتم فمعناه الاقتصار على تذكره مرة واحدة في السنة إذن ما حالكم معه بقية السنة أتنسونه وتعرضون عن ذكره وذكر سنته وسيرته.. -ومنهم من يقول أن الأمم والشعوب تحيي ذكرى عظمائها في يوم موالدهم، فنحن أولى بهم فيقال لهم إنما تهلك هذه الأمة باتباعها أثار الامم كما قال ﷺ: «لتتبعن اثار من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلو جحر ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى قال فمن» فلا يجوز للمسلمين أن يتبعوهم ويسلكوا طريقتهم في الاعتقادات ولا العبادات ولا الأخلاق، أنما يباح لهم أن يأخذوا من ما يحتاجون اليه من أمور دنياهم المباحة شرعاً .. فاتقوا الله عباد الله واجتنبوا أسباب سخطه وان البدع من اعظم أسباب سخط الله على عباده بارك الله لي ولكم في القران العظيم…