الزواج في الجنة

بسم الله الرحمن الرحيم

نتحدث اليوم عن بعض من نعيم الجنة, والتي سيكرم الله بها عباده المؤمنين, فجميعنا يعلم ان الجنة قد اخبرنا عنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي عن الله سبحانه وتعالى إذا أخبرنا:

قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ، ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ. قالَ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ**
الراوي : أبو هريرة
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

ففي الرواية السابقة بشّر الله عباده الصالحين المؤمنين بنعيم وجنّات لا تخطر على بال بشر, فمهما بلغ مخيّلات البشر حول جمال الجنة فلن يستطيعوا معرفة جمالها ونعيمها الدائم واللامنتهي, كما ان الله سبحانه وتعالى اختصر وصف الجنة في ثلاث كلمات
ما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر
فلن يستطيع اي شخص مهما بلغت به المخيّلات من الجمال والروعة والزينة والنعيم فلا يمكنه معرفة نعيم وكرم الله, فلمن رأى صور من الذكاء الأصطناعي حول بعض من نعيم الجنة كيف انه تم تصويرها بشكل خرافي وجمال لا يمكن تصوره, ولكن مع ذلك ماهو هذا التصوُّر إلا اصطناعي أي من آلات وماكينات تم صنعها من خلال البشر, فما بالكم بالجمال الحقيقي الذي سيكرمنا الله به !!! (اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى)

ومن ضمن النعيم الذي أخبرنا بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بان جميع اهل الجنة أعمارهم واحدة وهو بعمر نبينا عيسى عليه السلام عندما رفعه الله 30 او 33 سنة
كما ان الله تعالى سيرزق الرجال والنساء من المؤمنين زوج و زوجات, فلكل رجل في الجنة زوجتان من حور العين, وان كان متزوجاً في الدنيا ودخلت زوجته معه في الجنة فستكون ضمن زوجاته الحور العين وستكون هي اجملهن, وهذا خلاف الشهيد الذي يستشهد في سبيل الله, فسيكون له 72 حورية من حور الجنة ....

ففي رواية عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ : يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ))

فاللشهيد منزلة أخرى عظيمة عند الله تختلف عن المؤمنين الآخرين الذين توفوا وفاة طبيعية, ولكن بجميع الأحوال فليس في الجنة أعزب.
كما ان الله سبحانه وتعالى مثلما أخبرنا ان للرجال زوجات من حور العين, فكذلك للنساء المؤمنات سيكون لهم زوج في الجنة, فكل مؤمنة دخلت الجنة ستتزوج من رجل كما تريد هي, فعلى سبيل المثال هناك فتيات توفاهن الله قبل ان يأتي نصيبها في الدنيا ولم تتزوج, فإذا توفت ورحمها الله ودخلت الجنة فسوف يزوجها الله برجل كما تشتهي وتحب مثل سيدتنا مريم العذراء عليها السلام أم نبي الله عيسى عليه السلام, وكذلك هناك من النساء توفاهن الله ودخلت الجنة ولكن زوجها في النار !!! مثل زوجة فرعون وهي آسيا ابنة مزاحم رحمها الله, و زوجة عم النبي ابو طالب حيث ان زوجة ابو طالب دخلت في الدين الإسلامي وماتت على ملة الإسلام, أما ابو طالب فهو في النار, وامثالهن ممن دخلن الجنة وازواجهن في النار.
ولكن هناك اختلافات بين الرجل المؤمن والمرأة المؤمنة, فالرجل سيرزقه الله زوجتان من حور العين لإن طبيعة الرجل والفطرة الآدمية السليمة أن الرجل يحب تعدد الزوجات ويحب النساء, وهذه فطرة خلقها الله بآدم وذريته من الذكور, بعكس الأنثى, فالأنثى بطبيعة خلقها السليمة فهي لا تحب التعدد ولا ترغب به, بل ترغب برجل واحد فقط وهذه الفطرة السليمة لكل انثى, فهي ترغب برجل واحد كما تشتهي هي من صفات طيبة وجميلة فالمؤمنة في الجنة تختار الرجل الأكثرهم أخلاقهاً في الدنيا حتى يكون زوجها في الجنة, وهذا لا ينطبق على المرأة المؤمنة المتزوجة في الدنيا, فالمرأة المؤمنة عندما تدخل الجنة ويدخل الرجل الذي كان زوجها في الدنيا يدخل معها الجنة فسيكون زوجها في الجنة ولن تتزوج غيره.
ولكن الله سبحانه وتعالى مثلما ذكر ان للرجال حورٌ عين في الجنة, فلم يذكر هذا الأمر للنساء المؤمنات, وذلك استحياءاً على عفتهن وطهارتهن.
فكما نرى ونشاهد أن هناك كثير من الفا سـ ـــديـ ــن والمـ نـ ــافـ ـقـ ــيـ ـتن يتربّصوا للدين الإسلامي وبآيات الله, فلو ان الله سبحانه وتعالى ذكر هذا الأمر للمؤمنة فسوف يطعنوا بالله وسيقولوا ان الله يثير الشهوة عند النساء و ..... وغيرها من الأقاويل الفا سـ ـــدة والخـ ــبــ ـيـ ــثـ ــة التي يتقولونها على الدين الإسلامي.
كذلك لو المرأة المؤمنة التي دخلت الجنة هي وزوجها وكانت مرتبتها في الجنة أعلى من زوجها الذي كان في الدنيا فسيرفعه الله إلى مرتبتها, والعكس كذلك, فلو كان الزوج مرتبته اعلى فسيرفع الله زوجته إلى مرتبته, وذلك تكريماً وتفضّلاً من الله عليهما حتى يقر عينها وتقر عينه.
كذلك المرأة التي تزوجت بأكثر من رجل في الدنيا قد اختلف العلماء بها, فمنهم من يقول انها ستكون لآخر ازوجها (وهو القول الراجح), ومنهم من يقول انها ستختار احسنهم خُلُقاً او تختار بينهم فيما تحب وتشتهي. (والله تعالى أعلم)

وهذه هي فطرة الأنثى السليمة فهي تكون لزوج واحد فقط, خلاف ذلك سيكرمها الله بنعيم لم ترى مثله قط.








-- وفي آخر الموضوع اطلب الله الكريم رب العرش العظيم ان يرزقنا وزوجتي وذريتي الفردوس الأعلى
-- ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
-- اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم:
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21)