|
المشاركات 3,955 |
+التقييم 1.00 |
تاريخ التسجيل 12-02-2013 |
الاقامة |
نظام التشغيل |
رقم العضوية 45998 |
#فتنة_الدجال
#المسيح_الدجال
#أعظم_فتنة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نتحدث اليوم عن العلامة الثانية من علامات الساعة الكبرى, وهي أعظم فتنة أخبرنا بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
((خروج الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال))
الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال فتنة عظيمة, فقد اخبرنا عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اذ قال في عدة روايات عن هذه الفتنة:
1. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنْ الدَّجَّالِ " رواه مسلم برقم 5239
2. وفي رواية أحمد عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فِتْنَةٌ أَكْبَرُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ . مسند الإمام أحمد 1583
3. أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ما كانت فتنة ولن تكون حتى تقوم الساعة أكبر من فتنة الدجال، ولا من نبي إلا وقد حذر أمته، وسأحذركموه تحذيرا لم يحذره نبي أمته، إنه أعور، والله عز وجل ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن.
فالدجال قد اخبر بها انبياء كانوا قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, إذا كانوا يحذرون قومهم المؤمنين من فِتـَـن الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال, ولكن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أخبرنا عنه بشكل مفصّل حول ما يقوم به الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال من فِتَن, كما واخبرنا ايضاً عن صفاته الشكلية والعلامات التي تكون قبله والتي تمهّد لخروجه, كما وأخبرنا ايضاً عن صفاته الشكلية.
كما اخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه عن الأحداث التي ستحدث وسيخرج الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال على أثَرِها
فكما ذكرنا مسبقاً في موضوع سابق عن المهدي وعن مواجهته لجيش الروم وانتصاره عليهم
بعد ذلك سيقوم فئة من جيش المسلمين بفتح أوروبا وقسطنطينية وبلاد رومية (روما – وهي اكبر معقل للمخططات العالمية القـ ــذرة), حيث سيفتحها المسلمون بالسِلْم وليس بالحرب, أي سيدخلون البلاد بالتهليل والتكبير دون ان يمسّوا أهلها بسوء, وذلك لإن جيوش الروم انتهت وليس هناك من يواجه المسلمين, ففي ذلك الوقت يفتح المسلمون قسطنطينية, ففي فتح القسطنطينية, سوف يُصْعَق إبـ ــ ـلـ ـيــ ــس من الفتوحات الإسلامية وبانتصار المسلمين وانتشاره في أوروبا وبالأخص القسطنطينية, واثناء ما يقوم المسلمين بتقسيم الغنائم وفتح البلاد يصيح إبـ ــ ـلـ ـيــ ــس صيحة يوقف بها جيش المسلمين من الفتوحات, بحيث يصيح ويقول لهم:
((إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ ... إلى آخر الحديث))
والمقصود في الرواية ان إبـ ــ ـلـ ـيــ ــس يصيح بالمسلمين ويقول لهم ان المسيح (والمقصود الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال) قد خرج عند اهليكم يفتنهم ويعيث بهم فساداً, وهذا النداء لكي يخيف المسلمين من الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال, وأكمل النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذه الرواية إذ قال:
(وَذَلِكَ بَاطِلٌ)
أي ان إبـ ــ ـلـ ـيــ ــس قد كذب على المسلمين في كلامه فلم يخرج الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال ولكن إبـ ــ ـلـ ـيــ ــس قال ذلك لأنه صُعِقَ لما رآه من إعادة الفتوحات الإسلامية وانهزام اهل الكـ ـفـ ــر وتدمير المخططات الصـ هـ ـــيـ ـونـ ـيـ ــة, فعندما يقف المسلمين بسبب هذا النداء يرسلوا 10 فرسان من المسلمين هم خير فرسان يومئذ إذا قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
(( .... فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِّي لَأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ أَوْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ))
فيرسلون الفرسان لاستطلاع وتبيّن الأمر ما إذا كان صحيحاً أم لأ, ويتبيّن ان إبـ ــ ـلـ ـيــ ــس قد كذب على المسلمين بهذا الكلام, فيرجع الفرسان, فبينما المسلمون يعلّقون سيوفهم على اغصان الأشجار حتى يستريحوا قليلاً , فإذا بخروج الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال, فيخرج بسبب غضبة يغضبها, حيث اخبرنا ابن عمر رضي الله عنهما في رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم:
( إِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا )
ولم يذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سبب غضبة الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال, ولكن كان اغلب التفاسير والروايات من علماء الدين ان الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال يغضب بسبب اقاربه واتباعه من الـيـ ـ ـهـ ــ ــود الذين انذلوا واهانهم المهدي, وبسبب ان المهدي قام بتدمير المخططات الصـ هـ ـــيـ ـونـ ـيـ ــة التي أحيكت من مئات السنين من قِبَل اتباع الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال, فيخرج عندئذ ويعيث فساداً في الأرض.
بداية خروج الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال:
قيل في احدى الروايات ان الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال يخرج من جزيرة أو مدينة تدعى (مرو) وهي احدى المناطق التابعة لمقاطعة خُراسان والممتدة حالياً في إيران, حيث تحتوي مقاطعة خراسان على عدة مناطق منها:
بلخ و وهرة و نيسابور و مرو والتي يوجد بها الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال, بحيث يوجد كهف في منطقة مرو وهذا الكهف قيل بأنه يوجد بداخله مثل القصر وكلما تم الدخول إلى داخل الكهف سيضيق وينتهي إلى باب مسدود وفيه ثقب يصدر منه رياح شديدة جداً لم يستطع احد الوصول إليه او محاولة استكشاف ما بداخل الثقب.
وعندما يخرج الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال سيذهب إلى أصفهان وهي منطقة في ايران وكل سكانها من اليهود القدامى الذي تم اسرهم في زمن نبوختنصر الذي قتّل منهم عدد كبير من الـيـ ـ ـهـ ــ ــود وسبا منهم وأسرهم, وعندما أتى الحاكم (كورش), حرر الـيـ ـ ـهـ ــ ــود واعطائهم كامل الحرية وكرّمهم, ولذلك فإن كل سنة هناك مناسبة للـ يـ ـ ـهـ ــ ــود يخلّدوا فيها ذكرى كورش تكريماً له, سيبدأ انطلاق مسيرة الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال من أصفهان وسيتّبعه 70 ألفاً من يهود أصفهان عليهم الطيالسة, كما ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
(يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِن يَهُودِ أصْبَهانَ، سَبْعُونَ ألْفًا عليهمُ الطَّيالِسَةُ)
والطيلسان هو مفرد طيالسة وهو لباس او زي يـ ـ ـهـ ــ ــود ي, فيتبعونه.
وصفات الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال انه رجل عقيم لا يُولد له, كما انه عظيم الجثة والخِلْقَة وشعره أجعد, وهو أعور العين, ولكن فعلياً هو اعور العينين الاثنتين, لإن إحدى عينيه ممسوحة والأخرى كـ عنبة طافية (أي عينه الثانية جاحظة بشكل يشمئز منه الإنسان), ومكتوب بين عينيه (كـ ـافـ ــر)
يقرأها كل مؤمن أميّ او متعلم, وهو افحج الساقين (ساقاه متباعدتين), وقيل انه يركب حماراً (أجلّكم الله) يكون سريعاً وقوياً, و أول من يناصر الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال هم الـيـ ـ ـهـ ــ ــود والمـ جـ ـوس و الفُرس.
كما ان الـ ـ ــ ـد جّـ ــ ــ ـال لن يدع أرض ولا مكان إلا وسيطؤها ويدخلها إلا مدينتين وهي مكة ومدينة رسول الله, إذ يقف على اعلى جبل منها فيقول لأتباعه كما أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
(( يَجيءُ الدَّجَّالُ، فيَصعَدُ أُحُدًا [فينظُرُ المدينةَ]، فيقولُ لأصحابِه: أتَرَونَ هذا القَصرَ الأبيضَ؟ هذا مَسجِدُ أحمدَ .... إلى آخر الحديث))
بحيث لا يستطيع الدخول إلى المدينة ومكة فكلما حاول ان يدخلها يجد أمامه ملائكة مع كل ملك سيف بتار يمنعه من الدخول ففي قوله صلى الله عليه وسلم:
((ثم يأتي المدينةَ، فيَجِدُ بكُلِّ نَقبٍ منها مَلَكًا مُصلِتًا)).
فيقف على أعلى مكان بالقرب من المدينة المنورة ويقول لأتباعه هذا مسجد أحمد (والمقصود ان هذا مسجد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم).
واثناء وقوف الـ ـد جـ ــ ـال بالقرب من المدينة المنورة بأعلى مكان فيها, ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اذ قال:
((فيأتي سَبخَةَ الجُرُفِ، فيَضرِبُ رِواقَه، ثم تَرجُفُ المدينةُ ثَلاثَ رَجَفاتٍ، فلا يَبقى مُنافِقٌ، ولا مُنافِقَةٌ، ولا فاسِقٌ، ولا فاسِقَةٌ إلَّا خرَجَ إليه، فذلك يَومُ الخَلاصِ)).
والمقصود هنام بـ سبخة الجرف هو مكان بالقرب من المدينة المنورة فيضرب بأرضها وترتجف المدينة المنورة 3 رجفات فيخرجوا اهل النفاق من رجال ونساء إلى الـ ـد جـ ــ ـال ويتّبعوه, ولا يبقى بالمدينة المنورة إلا المؤمنون الحق والذين ثبتوا على إيمانهم ودينهم.
ومن فِتَن الـ ـد جـ ــ ـال انه يأتي على اعرابي فيقول له " إن أحييت أمك وأباك اتؤمن بي اني ربك !!! فيقول الأعرابي نعم, فيرسل الـ ـد جـ ــ ـال اثنان من الشـ ـيـ ــا طـيـ ــن يتمثّلان بصورة امه وابيه لذلك الأعرابي, ويقولان له "يابني اتّبعه فإنه ربك" (والعياذ بالله), ومن فِتَن الـ ـد جـ ــ ـال ايضاً سيكون معه جبل من خبز وجبل من ماء, فمن تبعه سيحظى بالخبز والماء ومن لم يتّبعه فسيتركه وأهلها قحطاً وجفاف, (وفي ذلك الزمان سيكون الناس في فقر وقحط شديد), ومن فِتَن الـ ـد جـ ــ ـال انه يأتي على أرض لأحد من الناس فيقول له: إن أخرجت كنوز أرضك اتؤمن بي اني ربك , فيقول الاعرابي نعم, فيخرج له كنوز الأرض, واذا لم يؤمن به يخرج الـ ـد جـ ــ ـال كنوز الأرض ولن يعطيها للأعرابي بحيث ستلحقه الكنوز, كما يقوم الـ ـد جـ ــ ـال بإنزال المطر او إيقافه (وهذا كله بمشيئة الله وليس من الـ ـد جـ ــ ـال), كما وسيكون معه في احدى يديه جنة ويده الأخرى تكون معه نار وهذا في الظاهر ولكن جنته عبارة عن نار وجحيم, وناره عبارة عن جنة وماء عذب, حيث ذكر لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان أحدهما - رأي العين - ماء أبيض، والآخر - رأي العين - نار تأجج، فإما أَدْرَكَنَّ أحدٌ فليأت النهر الذي يراه ناراً وليغمض ثم ليطأطىء رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد )) رواه مسلم
كما سيكون من خوارق الـ ـــ ـد جـ ــ ـال بأن يأمر الأرض تنبت فيخرج زرعها, وهذا سيكون بمن يؤمن بأن الـ ـد جـ ــ ـال إله (والعياذ بالله) ومن لم يؤمن به يتركهم وقد اصبحوا ممحلين لا زرع ولا طعام لهم.
وللملاحظة: فإن جميع هذه الفِتَن التي تكون مع الـ ـد جـ ــ ـال إنما هي بأمر الله عز وجل وليس من فعل الـ ـد جـ ــ ـال حتى يرى الله من هو المؤمن الصابر ومن هو المنا فـ ــ ــق.
وسيكون مكوثه في الأرض 40 يوماً كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عندما سألوه الصحابة عن مدة مكوث الـ ـد جـ ــ ـال في الأرض
(وما لُبثُه في الأرضِ ؟ قال : أربعون يومًا : يومٌ كسنةٍ ويومٌ كشهرٍ ، ويومٌ كجمعةٍ ، وسائرُ أيَّامِه كأيَّامِكم ... )
وحسبما ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله يوم كـ سنة أي اول ظهوره على الناس سيكون مدته 365 يوم، ويوم كـ شهر واليوم الثاني ستكون مدته 30 يوم, واليوم الثالث مدته كـ جمعة أي أسبوع 7 أيام, وباقي أيامه كأيامنا هذه, والله أعلم انه سيمكث في الأرض مدة 439 يوماً, يعيث فيها فساداً في الأرض.
وقد اختلف العلماء بمدة مكوثه في الأرض حول يوم كـ سنة ويوم كـ شهر ويوم كـ جمعة
1. فهناك من يقول انه سيمكث يومه الأول وسيكون مدة ذلك اليوم 365 يوم, واليوم الثاني 30 يوماً واليوم الثالث 7 أيام, وباقي الأيام كأيامنا هذه , وهو القول الراجح.
2. وهناك من يقول بأن اليوم كسنة ليس المقصود به 365 يوم, ولكن لما يروه المؤمنون من شدة وعناء وكرب وضنك شديد كأن اليوم في نظرهم بسنة
3. ومنهم من يقول ان الشمس تقف بحيث يكون من فترة شروقها حتى فترة غروبها مدته في اليوم الأول 365, واليوم الثاني 30 يوماً والثالث 7 أيام, وباقي الأيام كسائر أيامنا هذه 24 ساعة, وهو القول الراجح والمتمثل بالقول الأول. (والله تعالى أعلم).
وقد اخبرنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلّمنا في كل صلاة وعند التشهّد الأخير إذا قال:
((إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ باللَّهِ مِن أَرْبَعٍ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ)).
كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام في حال ادركنا هذه الفتنة العظيمة وهو الــ ـ ـد جـ ــ ـال فليقرأ اول عشر آيات من سورة الكهف ففي حديث صحيح:
((مَنْ حَفِظ عَشْرَ آياتٍ مِنْ أَوَّلِ سورةِ الكهفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ . وفي رِوايةٍ : مِنْ آخِرِ سورةِ الكهفِ))
فعندما يصل الــ ـ ـد جـ ــ ـال إلى اطراف المدينة المنورة يأتي الدجال وهو محرّم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل وهو خير الناس أو من خيار الناس فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه
حيث يأتي رجل مؤمن قوي الإيمان على الــ ـ ـد جـ ــ ـال فينشره الــ ـ ـد جـ ــ ـال إلى نصفين ثم يقول الــ ـ ـد جـ ــ ـال لأتباعه اترون لو احييت هذا أتؤمنون بي اني ربكم !!؟؟ فيقولون اتباعه نعم, فيأمر النصفين من الرجل ان يعودا كما كانا, فيحييه بأمر الله, فيقول الرجل المؤمن والله ماازدت فيك يقيناً إلاّ انك انت الــ ـ ـد جـ ــ ـال الذي اخبرنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم, حيث قال النبي ان الــ ـ ـد جـ ــ ـال يحاول ان يقطع رقبة هذا المؤمن فلا يستطيع إليه سبيلاً, فيأخذه الدجال ويلقي به في ناره (وهي بالأصل ماء عذب وجنة), كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا المؤمن
((هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين)), والمقصود بالمؤمن الذي قام الــ ـ ـد جـ ــ ـال بنشره إلى نصفين.
بعد ان يقوم الــ ـ ـد جـ ــ ـال بالاستيلاء على الأرض كلها وجمع عدد كبير جداً من أنصاره واتباعه, يكون المسلمين يومئذٍ في ضنك شديد وفي تلك اللحظة يأتي الفرج من الله تعالى بنزول نبي الله عيسى ابن مريم عليهما السلام, حيث ينزل من السماء كما اخبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في رواية صحيحة:
((فَيَنْزِلُ عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ علَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وإذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ منه جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فلا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ ... إلى آخر الحديث))
ففي الحديث السابق يخبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حول فرج الله بنزول عيسى ابن مريم عليهما السلام, حيث ينزله الله على اجنحة ملكيْن والمقصود بكلمة مَهْرُودَتَيْنِ أي الخرقة او القماش التي تكون لونها الأصفر الخفيف (والشبيه تقريباً بقماش الساتان او الحرير اللامع)
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يوجد كـ ــ ــافـ ــ ــر ولا احد تبع الــ ـ ـد جـ ــ ـال يشم رائحة نبي الله عيسى عليه السلام إلا ومات, لإن الريح الطيبة تقتل النفس الخبيثة من اتباع الــ ـ ـد جـ ــ ـال.
وهنا اضع لكم حديث الصحابي تميم الداري رضي الله عنه والذي اخبر بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان تميم الداري في رحلة تجارة مع اعراب وذلك قبل اسلام تميم الداري اذ قال:
((فَلَمَّا قَضَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَاتَهُ جَلَسَ علَى المِنْبَرِ وَهو يَضْحَكُ، فَقالَ: لِيَلْزَمْ كُلُّ إنْسَانٍ مُصَلَّاهُ، ثُمَّ قالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟ قالوا: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ، قالَ: إنِّي وَاللَّهِ ما جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لأنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا، فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ، وَحدَّثَني حَدِيثًا وَافَقَ الَّذي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عن مَسِيحِ الدَّجَّالِ. حدَّثَني أنَّهُ رَكِبَ في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مع ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِن لَخْمٍ وَجُذَامَ، فَلَعِبَ بهِمِ المَوْجُ شَهْرًا في البَحْرِ، ثُمَّ أَرْفَؤُوا إلى جَزِيرَةٍ في البَحْرِ حتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، فَجَلَسُوا في أَقْرُبِ السَّفِينَةِ، فَدَخَلُوا الجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لا يَدْرُونَ ما قُبُلُهُ مِن دُبُرِهِ؛ مِن كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقالوا: وَيْلَكِ! ما أَنْتِ؟ فَقالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ، قالوا: وَما الجَسَّاسَةُ؟ قالَتْ: أَيُّهَا القَوْمُ، انْطَلِقُوا إلى هذا الرَّجُلِ في الدَّيْرِ؛ فإنَّه إلى خَبَرِكُمْ بالأشْوَاقِ، قالَ: لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرِقْنَا منها أَنْ تَكُونَ شيطَانَةً، قالَ: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ، فَإِذَا فيه أَعْظَمُ إنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا، وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إلى عُنُقِهِ، ما بيْنَ رُكْبَتَيْهِ إلى كَعْبَيْهِ بالحَدِيدِ، قُلْنَا: وَيْلَكَ! ما أَنْتَ؟ قالَ: قدْ قَدَرْتُمْ علَى خَبَرِي، فأخْبِرُونِي ما أَنْتُمْ؟ قالوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ العَرَبِ رَكِبْنَا في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، فَصَادَفْنَا البَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ، فَلَعِبَ بنَا المَوْجُ شَهْرًا، ثُمَّ أَرْفَأْنَا إلى جَزِيرَتِكَ هذِه، فَجَلَسْنَا في أَقْرُبِهَا، فَدَخَلْنَا الجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لا يُدْرَى ما قُبُلُهُ مِن دُبُرِهِ مِن كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقُلْنَا: وَيْلَكِ! ما أَنْتِ؟ فَقالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ، قُلْنَا: وَما الجَسَّاسَةُ؟ قالَتْ: اعْمِدُوا إلى هذا الرَّجُلِ في الدَّيْرِ؛ فإنَّه إلى خَبَرِكُمْ بالأشْوَاقِ، فأقْبَلْنَا إلَيْكَ سِرَاعًا، وَفَزِعْنَا منها، وَلَمْ نَأْمَن أَنْ تَكُونَ شيطَانَةً. فَقالَ: أَخْبِرُونِي عن نَخْلِ بَيْسَانَ، قُلْنَا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: أَسْأَلُكُمْ عن نَخْلِهَا؛ هلْ يُثْمِرُ؟ قُلْنَا له: نَعَمْ، قالَ: أَمَا إنَّه يُوشِكُ أَنْ لا تُثْمِرَ، قالَ: أَخْبِرُونِي عن بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ، قُلْنَا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: هلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قالوا: هي كَثِيرَةُ المَاءِ، قالَ: أَمَا إنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ، قالَ: أَخْبِرُونِي عن عَيْنِ زُغَرَ، قالوا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: هلْ في العَيْنِ مَاءٌ؟ وَهلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بمَاءِ العَيْنِ؟ قُلْنَا له: نَعَمْ، هي كَثِيرَةُ المَاءِ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِن مَائِهَا، قالَ: أَخْبِرُونِي عن نَبِيِّ الأُمِّيِّينَ ما فَعَلَ؟ قالوا: قدْ خَرَجَ مِن مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ، قالَ: أَقَاتَلَهُ العَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قالَ: كيفَ صَنَعَ بهِمْ؟ فأخْبَرْنَاهُ أنَّهُ قدْ ظَهَرَ علَى مَن يَلِيهِ مِنَ العَرَبِ وَأَطَاعُوهُ، قالَ لهمْ: قدْ كانَ ذلكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قالَ: أَمَا إنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لهمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، وإنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي؛ إنِّي أَنَا المَسِيحُ، وإنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لي في الخُرُوجِ، فأخْرُجَ، فأسِيرَ في الأرْضِ فلا أَدَعَ قَرْيَةً إلَّا هَبَطْتُهَا في أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، غيرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ؛ فَهُما مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّما أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً -أَوْ وَاحِدًا- منهما اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا، يَصُدُّنِي عَنْهَا، وإنَّ علَى كُلِّ نَقْبٍ منها مَلَائِكَةً يَحْرُسُونَهَا. قالَتْ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَطَعَنَ بمِخْصَرَتِهِ في المِنْبَرِ: هذِه طَيْبَةُ، هذِه طَيْبَةُ، هذِه طَيْبَةُ -يَعْنِي المَدِينَةَ- أَلَا هلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذلكَ؟ فَقالَ النَّاسُ: نَعَمْ. فإنَّه أَعْجَبَنِي حَديثُ تَمِيمٍ؛ أنَّهُ وَافَقَ الَّذي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عنْه، وَعَنِ المَدِينَةِ وَمَكَّةَ، أَلَا إنَّه في بَحْرِ الشَّأْمِ أَوْ بَحْرِ اليَمَنِ، لا، بَلْ مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هُوَ، مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هو، مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هو، وَأَوْمَأَ بيَدِهِ إلى المَشْرِقِ، قالَتْ: فَحَفِظْتُ هذا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ))
أما بالنسبة لنَسَب الــ ـ ـد جـ ــ ـال حسب الروايات الصحيحة
فهو يـ هـ ـو دي من بني اسـ ـ ر ائـ ــيـ ــل
قيل ان والدا الــ ـ ـد جـ ــ ـال لم يرزقهما الله الخلف لمدة طويلة, وقام والده بالنذر للصنم بأنه لو رزق بولد سيوهبه للصنم ويذبح النذر له, بعد ذلك رزقهما الله عز وجل برحمةٍ منه هذا الطفل وهو الــ ـ ـد جـ ــ ـال, وقام والده بذبح النذر للصنم اعتقاداً منه ان الصنم استجاب له (والعياذ بالله), وقيل ان الــ ـ ـد جـ ــ ـال لما كبر تعلم علوم كثيراً وقد كان الله تعالى يرسل له رسائل حتى يؤمن بالله ولكن الأنفة والكبرياء جعلته يعتقد ان بعلومه وقوته بأنه اله, فبعث الله له من يقيّده بالسلاسل وسيكون خروجه من علامات الساعة الكبرى, وفتنته من أعظم الفِتَن.
وفي آخر الموضوع نطلب الله الكريم رب العرش العظيم ان يجنّبنا واهلينا الفِتَن ماظهر منها وما بطن, ونستعيذ بالله من فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح
الدجال.
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المهدي اولى علامات الساعة الكبرى | أبو الأمير | المنتدى الاسلامي | 0 | 28-03-2023 07:32 AM |
علامات ظهور المهدي, انتشار الظلم, علامات الساعة, العدل في الإسلام | أبو الأمير | المنتدى الاسلامي | 0 | 09-01-2017 02:02 AM |
علامات الساعة الكبرى الصحيحة | أبو الأمير | المنتدى الاسلامي | 9 | 01-11-2016 10:07 PM |
المفاجاة الكبرى | Prince yahia a sinina | معرض التصاميم ثلاثية الابعاد 3D Gallery | 15 | 24-01-2014 03:44 PM |
علامات الساعة الكبرى | Princess Diana | المنتدى الاسلامي | 8 | 12-05-2010 07:46 PM |