العلامة الثالثة من علامات الساعة الكبرى نزول المسيح عيسى ابن مريم

#نزول_عيسى_ابن_مريم
#علامات_الساعة_الكبرى
#نزول_المسيح_عيسى_ابن_مري م
#نزول_النبي_عيسى_عند_المن ارة_البيضاء
#إني_عبدالله_أتاني_الكتاب _وجعلني_نبيّا
#قتل_الدجال
#تحرير_الأقصى


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد











تحدثنا في موضوع سابق عن أول علامتين من علامات الساعة الكبرى وهو خروج المهدي ثم ظهور الـ ــ ـد جـ ــ ــال, وتحدثنا عن الفِتَن العظيمة التي يقوم بها الـ ــ ـد جـ ــ ــال من اغواء الناس وسحرهم وجعلهم يتّبعوه ويعبدونه من دون الله وذلك لما يرون معه من الفِتَن وأمور خارقة وبسبب ضعف نفوسهم جعلهم يؤمنون به بأنه آله يُعبَد (والعياذ بالله), وبعد مرور أربعين يوماً من الفِتَن يأتي الفرج من الله تعالى.

إذا يكون المؤمنين الذين ثبتوا في لحظات الضنك ينزل عيسى ابن مريم من السماء على اجنحة ملكيْن
إذ ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح:

(فَيَنْزِلُ عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ علَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وإذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ منه جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فلا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ ... إلى آخر الحديث))
ففي الحديث السابق يخبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حول فرج الله بنزول عيسى ابن مريم عليهما السلام, حيث ينزله الله على اجنحة ملكيْن والمقصود بكلمة مَهْرُودَتَيْنِ أي الخرقة او القماش التي تكون لونها الأصفر الخفيف (والشبيه تقريباً بقماش الساتان او الحرير اللامع).

وذكر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يوجد كـ ــ ــافـ ــ ــر ولا احد تبع الــ ـ ـد جـ ــ ـال يشم رائحة نبي الله عيسى عليه السلام إلا ومات, لإن الريح الطيبة تقتل النفس الخبيثة من اتباع الــ ـ ـد جـ ــ ـال.
فينزل نبي الله عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء في دمشق ويراه كل اهل الأرض بما فيهم الــ ـ ـد جـ ــ ـال فيهرب منه, لإن الــ ـ ـد جـ ــ ـال لا يستطيع مواجهة اثنين (نبينا محمد صلى الله عليه وسلم و عيسى ابن مريم عليهما السلام) إذ ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حديث مطوُّل:
(( ... غيرُ الدَّجَّالِ أخوَفُني عليكُم: إن يخرُج وأَنا فيكُم فأَنا حجيجُهُ دونَكُم، وإن يخرُجُ ولستُ فيكم، فامرؤٌ حجيجُ نفسِهِ، واللَّهُ خَليفتي على كلِّ مسلمٍ ... إلى آخر الحديث ))

, ولكن الــ ـ ـد جـ ــ ـال لم يخرج في زمن نبينا محمد فتوفي النبي, ولكن عيسى ابن مريم عليهما السلام مازال حي إذ رفعه الله إليه عندما حاول الـ ــ ـيـ ـهــ ــ ـود المكر بالنبي عيسى وقتله, أخبره الله تعالى انه متوفيه ورافعه إليه, ففي سورة آل عمران قال الله تعالى:
((قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ))
وسينزله الله في آخر الزمان لقتل الــ ـ ـد جـ ــ ـال والقيام بمهمات أخرى سوف نتطرق إليها.

إذ قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح:
((والَّذي نفسي بيدِه ليوشِكنَّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريمَ حَكمًا مقسطًا فيَكسرُ الصَّليبَ ويقتلُ الخنزيرَ ويضعُ الجزيةَ ويفيضُ المالُ حتَّى لا يقبلَه أحدٌ))

بعد ان ينزل عيسى ابن مريم عليهما السلام عند المنارة البيضاء في دمشق يكون في ذلك الوقت هو وقت الفجر, فيجمع النبي عيسى عليه السلام المسلمون ويجتمعون حوله, فيصلي المسلمين ويقول احدهم فلتكن إمامنا يا نبي الله, فيرد عليه نبي الله عيسى عليه السلام ويقول أنتم أمراء بعضكم من بعض وإمامكم منكم (ويقصد بقوله انهم من أمة نبينا محمد لذلك شبهنا بالأمراء وهذه كرامة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم), فيؤم المهدي بالمسلمين ويكون عيسى عليه السلام خلف الإمام مع المصلين, ففي حديث صحيح عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
((لا تَزالُ طائفةٌ من أُمَّتي يقاتِلونَ على الحقِّ ، ظاهرينَ إلى يومِ القيامةِ ، فيَنْزِلُ عيسى ابنُ مريمَ ، فيقولُ أميرُهم : تَعَالَ صَلِّ لنا ، فيقولُ : لا ، إنَّ بعضَكم على بعضٍ أميرٌ ، تَكْرِمَةُ اللهِ لهذه الأُمَّةِ ))

وبعد ان ينتهوا من صلاتهم يجتمع شمل المسلمين ويوحدوا صفوفهم, فيبدأ النبي عيسى عليه السلام بأول خطوة وأهمها وهو القضاء على الــ ـ ـد جـ ــ ـال فيلحق به عيسى عليه السلام ويهرب منه الــ ـ ـد جـ ــ ـال حتى يصل الــ ـ ـد جـ ــ ـال ويدركه عيسى عليه السلام عند (باب لد – في دولة فلسطين) ويقترب منه عيسى عليه السلام ولا يعرف الــ ـ ـد جـ ــ ـال كيف يهرب منه وعند رؤيته للنبي عيسى يبدأ الــ ـ ـد جـ ــ ـال يذوب كالملح في الماء وقبل ان ينتهي الــ ـ ـد جـ ــ ـال ويموت قد وصله النبي عيسى عليه السلام وبيده حربة (اقصر من السيف) ثم يقول عيسى عليه السلام وهو واقف عند الــ ـ ـد جـ ــ ـال:
(إنَّ لي فيك ضربةً لن تَسْبِقَنِي)
بمعنى ان هناك ضربة سأقتلك بها فيضربه النبي عيسى عليه السلام ويقضي عليه نهائياً, وفي ذلك الوقت ينصدم الـ ــ ـيـ ـهــ ــ ـود واتباع الــ ـ ـد جـ ــ ـال المنـ ـا فـقـ يـ ــن ولا يكون هناك شيئ يحتموا به الـ ــ ـيـ ـهــ ــ ـود فقد قام عيسى عليه السلام بقتل ما يسمّونه بمخلّصهم وإلاههم فيبدأ اليهود بالتشرّد والهروب والتشتت ويحاولوا أن يختبئوا في أي مكان خوفاً من عيسى عليه السلام ومن المسلمين, ولكن مشيئة الله تعالى في ذلك الوقت سينطق كل شيئ يختبئ خلفه أي يـ ـهــ ــ ـودي فينطق الشجر والحجر ويخبر المسلمين ان هناك يـ ـهـ ـودي خلفه فتعال واقتله, ففي حديث صحيح عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال:
((لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ ، فيقتلُهم المسلمون ، حتى يختبيءَ اليهوديُّ من وراءِ الحجرِ و الشجرِ ، فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ : يا مسلمُ يا عبدَ اللهِ هذا يهوديٌّ خلفي ، فتعالَ فاقْتلْه . إلا الغَرْقَدَ ، فإنه من شجرِ اليهودِ))

إلا شجرة الغرقد, فهي من شجرة محببة عند الـ ــ ـيـ ـهــ ــ ـود ويعلموا تماماً ان هذه الشجرة تحميهم فهم بعلم ان هناك معركة ستحصل بينهم وبين المسلمين وان شرجة الغرقد تحميهم, لذلك نجد ان الـ ــ ـيـ ـهــ ــ ـود يزرعونها بكثرة في دولة فلسطين المغتـصـ ـبـ ــة لإنهم على علم بذلك الموعد التي ستكون بها المعركة, ولكن لن ينفعهم ذلك شيئ فمهما زرعوا وأكثروا من تلك الشجرة الخـ بـ ـيـ ـثـ ـة فلن تغني عنهم شيئاً, حيث سيجتمع المسلمين بقيادة المهدي ونبي الله عيسى ابن مريم عليهما السلام لمحاربة الـ ــ ـيـ ـهــ ــ ـود وسيقتلونهم قتلاً كثيراً وسينتصر المسلمون وتحرر الأقصى بإذن الله تعالى, ففي ذلك الوقت من يتبقى من اليهود من عوائلهم واقربائهم الذين لا يستطيعون الحـ ــ ـرب يجمعهم نبي الله عيسى ابن مريم عليهما السلام, ثم يدعوهم لدين الله ويبيّن لهم الحقائق التي كانوا غافلين عنها والذي كان اجدادهم من قبل قد حرّفوا بها ويدخلوا في دين الله افواجاً ويحكم عيسى عليه السلام الأرض كلها بدين الله وبشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, كما ستكون الأرض في وقت حكم النبي عيسى عليه السلام مزدهرة بحيث تخرج الأرض زرعها واشجارها وتعود الأرض كما كانت في سابق عهدها, بحيث يكونوا مجموعة من الناس تحت ورقة من الشجر يستضلوا بها لكبر حجمها وتكون الثمار والخير يسود العالم كله, وقيل ان نبي الله عيسى عليه السلام يمكث في الأرض 40 سنة.


ففي حديث صحيح عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: (وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَدْعُو النَّاسُ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ تَعَالَى فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، ثُمَّ تَقَعُ الْأَمَنَةُ عَلَى الْأَرْضِ، حَتَّى تَرْتَعَ الْأُسُودُ مَعَ الْإِبِلِ، وَالنِّمَارُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبُ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ لَا تَضُرُّهُمْ، فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى، وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ) ". رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ. وَهَكَذَا وَقَعَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً.

ولكن هناك علامة رابعة ستأتي قبل وفاة نبي الله عيسى عليه السلام, فعندما يقتل الــ ـ ـد جـ ــ ـال ويحارب الـ ــ ـيـ ـهــ ــ ـود وينتصر المسلمون عليهم فعندها يوحي الله للنبي عيسى عليه السلام في رواية مطوُّلة وصحيحة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

(( ... إذ أوحى اللَّهُ إليهِ: يا عيسى إنِّي قد أخرَجتُ عبادًا لي، لا يَدانِ لأحَدٍ بقتالِهِم، وأحرِزْ عبادي إلى الطُّورِ، ويبعَثُ اللَّهُ يأجوجَ، ومَأجوجَ، وَهُم كما قالَ اللَّهُ: مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ... إلى آخر الحديث))


وفي آخر الموضوع نطلب الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلنا من ابتاع دينه وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويتوفّنا مع الصالحين والصدِّيقين والأبرار