|
المشاركات 631 |
+التقييم 0.25 |
تاريخ التسجيل 18-11-2016 |
الاقامة المغرب |
نظام التشغيل |
رقم العضوية 223320 |
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى([1]): مِن المصائب العظمى التي نزلت بالمسلمين منذ العصور الأولى انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بينهم، وقد أدَّى انتشارها إلى مفاسد كثيرة، منها ما هو من الأمور الاعتقادية الغيبية، ومنها ما هو من الأمور التشريعية.
وقد اقتضت حكمة العليم الخبير -سبحانه وتعالى- أن لا يدع هذه الأحاديث التي اختلقها المغرضون لغايات شتى تسري بين المسلمين دون أن يُقيض لها من يكشف القناع عن حقيقتها، ويبين للناس أمرها، أولئك هم أئمة الحديث الشريف، وحاملوا ألوية السنة النبوية، الذين قاموا ببيان حال أكثر الأحاديث من صحة أو ضعف أو وضع، وأصلَّوا أُصولاً متينة، وقعّدوا قواعد رصينة، مَن أتقنها أمكنه أن يعلم درجة أي حديث، ولو لم يَنُصُّوا عليه، وذلك هو علم أصول الحديث، أو مصطلح الحديث.
ومع ذلك: فإننا نرى بعض العلماء والطلاب قد انصرفوا عن قراءة الكتب المذكورة؛ فجهلوا بسبب ذلك حال الأحاديث التي حفظوها عن مشايخهم أو يقرؤونها في بعض الكتب التي لا تتحرى الصحيح الثابت، وهذا أمر خطير يخشى عليهم جميعاً أن يدخلوا بسببه تحت وعيد قوله صلى الله عليه وسلم(مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)([2]) حديث صحيح متواتر، فإنهم وإن لم يتعمدوا الكذب مباشرة، فقد ارتكبوه تبعاً لنقلهم الأحاديث التي يقفون عليها جميعها وهم يعلمون أن فيها ما هو ضعيف وما هو مكذوب قطعاً.
قال الإمام ابن حبان في صحيحه: (فصل: ذكر إيجاب دخول النار لمن نسب الشيء إلى المصطفى وهو غير عالم بصحته) ثم ساق بسنده عن أبي هريرة مرفوعاً (مَنْ قَالَ: عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)([3]).
فتبين مما أوردناه: أنه لا يجوز نشر الأحاديث وروايتها دون التثبت من صحتها وأن من فعل ذلك فهو حسبه من الكذب على رسول الله)([4]).
وقال أيضاً([5]): ( واعلم أن التعرف على الحديث الضعيف أمرٌ واجبٌ وحتمٌ لازمٌ على كل مسلم يتعرَّضُ لتحديث الناس وتعليمهم ووعظهم، وقد أخلَّ به جماهير المؤلفين والوعاظ والخطباء، فإنهم كثيرا ما يروون من الأحاديث ما لا أصل لها، غير مبالين بنهيه صلى الله عليه وسلم عن التحديث عنه إلا بما صح ، كقوله صلى الله عليه وسلمإِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي، فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ، فَلْيَقُلْ حَقًّا أَوْ صِدْقًا، وَمَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)([6]).
الآثار السيئة للأحاديث الضعيفة والموضوعة:
1- تركُ العملِ بالآثار الصحيحة والثابتة، والانشغالُ بالموضوعاتِ والضعيفةِ التي لا تفيد: وأخطرُ مِن ذلك العمل بالأحاديث الموضوعة المخالفة للأحاديث الثابتة، مثل حديث: (لا سَلَامَ على طعامٍ).
2- الوقوعُ في الشركِ المخرج من الملة:مثل حديث: (لو اعتقدَ أحدُكُم بحجرٍ لنفعه)، وفيه عبادةُ الأحجار.
3- صرفُ الناس عن التوسل المشروع: مثل حديثتوسلوا بجاهي، فإنّ جاهي عند الله عظيم).
4- صرفُ الناس عن الصلاةِ والعباداتِ: مثل حديث: (من لم تنهه صلاتُهُ عن الفحشاء والمنكر فلا صلاةَ له).
5- إنكار شيء من أصول الاعتقاد: مثل حديث: (لا مهدي إلا عيسى) وأحاديث المهدي متواترة.
وحديثمَن مات مخضوباً لم يدخل القبر إلا ومنكر ونكيرُ لا يسألانه)([7]).
6- انتشار البدع بين المسلمين: ومن الأمثلة:حديث: (مَن شمَّ البخور فليصلِّ عليَّ) بدعـة.
وحديثإذا نزل أحدكم منزلاً فقال فيه([8])،فلا يرحل حتى يصلّي ركعتين)([9])، وحديث
مَن زار قبر والديه كُلَّ جمعةٍ فقرأ عندهما يس، غُفر له بعدد كُلِّ آيةٍ وحرف)، وحديث: (إذا طَنَّتْ أُذُنُ أحدكِم فليذكرني، وليصلِّ عليَّ، وليقُل: ذكر اللهُ مَن ذكرني بخير)([10])، وحديث
الوضوء قبل الطعام ينفي الفقرَ)([11])، وحديث: (مَن حجَّ البيتَ ولم يزرني فقد جفاني).
7- إدخال أمورٍ في الإيمان وليست منه:مثل حديث: (حبُّ الوطن من الإيمان) لأنه قد يكون الوطنُ كافراً.
8- اختراع أصولٍ في الجزاءِ والحسابِ ما أنزل الله بها من سلطان: مثل حديث: (إنَّ الله تعالى لا يعذبُ حسان الوجوه)، وحديث: (لا يدخل النارَ مَن اسمهُ محمد أو أحمد).
9- تأصيل أصولٍ مخالفةٍ للشريعةِ: مثل حديثاختلاف أمتي رحمة)([12]) موضوع.
وهو مخالفٌ للنصوص التي تذم الاختلاف:قال ابن حزم (وهذا من أفسدِ قولٍ يكون؛ لأنه لو كان الاختلافُ رحمة كان الاتفاقُ سخطاً)([13]).
قال الألباني: (وإنَّ من آثار هذا الحديثِ السيئة أنَّ كثيراً من المسلمين يُقرُّون بسببه الاختلاف الشديد الواقعَ بين المذاهبِ الأربعةِ، ولا يحاولون أبداً الرجوع بها إلى الكتاب والسنة الصحيحة كما أمرهم بذلك أئمتُهُم رضي الله عنهم، قال تعالى:{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا**[النساء:82]، فالآية صريحةٌ في أنَّ الاختلافَ ليس من الله، ولو أنهم كانوا يرونَ الاختلاف شراً كما قال ابن مسعودٍ وغيرُه ودلت على ذمَّهِ النصوص لسَعَوْا إلى الاتفاق؛ ولكن لماذا هذا السعيُ وهم يرونَ أنَّ الاختلافَ رحمة؟!)([14]).
10–تحريم أشياء حللها الله: مثل أحاديث تحريم لحم البعير، ومثل حديثتزوجوا ولا تُطلقوا، فإن الطلاق يهتزُّ له عرش الرحمن)([15]).
11- وكذلك من آثار الأحاديث الموضوعة: نشر اعتقادات فاسدة، والتشجيع على أمور من المفاسد في الأخلاق.
وأخيــراً :
موقف المسلم من الأحاديث الموضوعة والضعيفة :
- لا يجوز العمل بها، ولا تصديقها، ولا تعليمها للناس إلا بغرض التحذير منها.
- التثبت من الأحاديث التي يسمعها في خطبة الجمعة والدروس، إلا من عالمٍ يتحرى الصحة في نقله.
- تجنب الكتب غير المحققة وغير مخرجة الأحاديث من الثقات.
- سؤال أهل العلم عن صحة الأحاديث أو ضعفها.
- الإكثار من قراءة الصحيحين، والسلسلة الصحيحة، وصحيح الجامع الصغير، وغيرها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الشيخ إبراهيم بن عبد الله المزروعي
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تحميل برنامج متخصص فى تشغيل العاب و برامج الاندرويد على جهاز الكمبيوتر لأصحاب اجهزة الضعيفة مجرب مني شخصيا | Hubble AR | برامج | 1 | 17-01-2018 03:38 PM |
أسباب سعادة الأمة الإسلامية | Hubble AR | المنتدى الاسلامي | 1 | 24-11-2016 11:20 PM |
محاكاة الآلة الكاتبة بالفوتوشوب | NdNr | دروس فوتوشوب Photoshop | 4 | 20-11-2016 09:24 PM |
مع ابنتي في جبال الألب | wounded | معرض تصاميم الفوتوشوب | 8 | 09-12-2014 04:45 PM |
بالصور ابو الهول الصينى , الصين تقلد ابو الهول , ابو الهول فى الصين | Princess Shireen | الاخبار | 7 | 22-07-2014 11:41 PM |