المهدي اولى علامات الساعة الكبرى

المهدي, علامات الساعة الكبرى, الفِتَنْ, نسل النبي, نصرة الإٍسلام, انتصار المسلمين


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين





نتحدث عن شخصية كبيرة أخبر عنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والذي بظهوره سيتم القضاء على جميع الفساد في الأرض
وهذا الرجل من كبار آل البيت من ولد فاطمة رضي الله عنها, وهو من نسل الحسن بن علي رضي الله عنهما بن ابي طالب
وهو: المهدي

هذا الرجل والذي سيكون قبل ظهوره احداث وعند ظهوره احداث عِظَام, وسيهيئ الله له الأرض والعباد طوعاً كرامة له
المهدي يدعى "محمد بن عبدالله"
حيث تحدث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في عدة روايات عنه من حيث اسمه ونسبه وصفاته الشكلية, كما واخبرنا عليه الصلاة والسلام عن الأحداث الذي ستقع في وقته.

ففي رواية صحيحة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
لا تقومُ الساعةُ حتى يملِكَ [ الناسَ ] رجلٌ من أهلِ بَيْتي ، يُواطِئُ اسمُه اسمي ، واسمُ أبيه اسمَ أبي ، فيملأُها قِسطًا وعَدلًا

ومعنى الحديث السابق أن اسم هذا المهدي هو "محمد" كـ إسم النبي, واسم ابيه "عبدالله" كـ إسم والد النبي.

وجده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من طرف فاطمة رضي الله عنها
فهو من عترة بيت رسول الله ومن دمه
ففي رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم:
المهديُّ من عِتْرَتِي من ولَدِ فاطمةَ

والمقصود بـ عترتي (أي من أقرب المقربين ومن نسل الابن او الابنة), فهو من نسل فاطمة الزهراء رضي الله عنها, ومن علي بن ابي طالب رضي الله عنه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم

المهدي (محمد بن عبدالله) هو رجل من عامة الناس ولكن رجل تقي ورجل حق, يكون في وقته وقبل انتشار صيته بين الناس واجتماعهم حوله يدعوا الناس إلى الرجوع إلى الله ويدعوهم بالتمسّك بدين الله, ولكن لا يقول عن نفسه انه المهدي, لإنه هو نفسه لا يعرف بذلك.

وهناك ملاحظة:

لوحظ وجود وانتشار عدد من الدجـّ ــالـيـ ــن يدّعي كل منهم انه المهدي !!!
كما ولوحظ انتشار مواضيع يضعون بها صور اشخاص يدعون انه المهدي
او انتشار فيديوهات تروُّج لشخص بأنه المهدي !!!
وهذا كله باطل وأكاذيب, لإن المهدي الحقيقي هو نفسه لا يعرف بأنه المهدي الذي سيختاره الله تعالى وينصر به الإسلام.
كما انتشر عند بعض الملل الفـ ـاسـ ـدة عن وجود مهدي لهم بالسـ ــرداب !!! وانه من نسل الحسين بن علي رضي الله عنهما وهذا ايضاً من الأكاذيب الباطلة, لإن المهدي هو من نسل الحسن بن علي وليس الحسين, وهذا الأمر ليس تقليلاً بالحسين بن علي رضي الله عنهما, بل الحسين هو من رجال الإسلام الأشدّاء والشهيد البطل الذي واجه جيش بمفرده مع عائلته وابنائه وأبناء الحسن, ولم يبقى من أبناء الحسين إلا زين العابدين والمدعو بـ علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم.

ولمعرفة المهدي الحق هناك علامات ومنها علامات كبرى سيظهرها الله وهي (جيش الخسف), وهذا جيش ضال وفـ ــاسـ ـد يخرجوا لمحاربة المهدي وفي سيرهم في طريقهم ببيداء يخسف الله بهم الأرض ولا يبقي منهم إلا من يبلّغ عن الكارثة التي حلّت بهم.

والبـيداء هنا لها معنيين, يقال البيداء أرض صحراء ملسه كبيرة, والمعنى الثاني بيداء هو طريق بين مكة والمدينة المنورة وهي إلى مكة أقرب, حيث عندما سيكون جيش الخسف بتلك المنطقة يخسف الله بهم الأرض جميعاً, وذلك كرامة وحماية للمهدي.

وقيل ان جيش الخسف عندما يتجهزوا لمحاربة المهدي سيكون بقيادة شخص يدعى (السفياني)
وانتشرت روايات قد تكون اقرب إلى الصحيح حول ما يسمى بالسفياني, وهذا السفياني يُقال انه رجل ظـ ــالــ ــم و فـ ــاجـ ــر بحيث يقتل النساء والرجال ويبقر بطون الحبالى ويقتل الأطفال
ويقوم السفياني بتجهيز جيش لمحاربة المهدي ويُقال ان جيشه هو جيش الخسف الذي سيخسف الله بهم الأرض.

ففي حديث صحيح:
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ثم ذكر شيئاً لم أحفظه فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي" رواه ابن ماجه والحاكم وقال: على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير: هذا إسناد قوي صحيح.


وهناك حديث آخر عن السفياني:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كَلَب فيقتُل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعةة ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جنداً من جنده فيهزمهم فيصير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم.

وحديث آخر رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
كُنا قعودًا عندَ رسولِ اللهِ فذكرَ الفتنَ فأكثرَ في ذكرِها ، حتى ذكرَ فتنةَ الأحلاسِ . فقال قائلٌ : يا رسولَ اللهِ وما فتنةُ الأحلاسِ ؟ قال : هيَ هربٌ وحربٌ ، ثمَّ فتنةُ السراءِ دخنُها مِنْ تحتِ قدمَيْ رجلٍ مِنْ أهلِ بيتي ، يزعمُ أنهُ مِني وليسَ مِني ، وإنَّما أوليائِي المتقونَ ، ثمَّ يصطلحُ الناسُ على رجلٍ كوركٍ على ضلعٍ ، ثمَّ فتنةُ الدهيماءِ لا تدعُ أحدًا مِنْ هذهِ الأمةِ إلا لطمتْهُ لطمةً ، فإذا قيلَ : انقضَتْ تمادَتْ ، يصبحُ الرجلُ فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ، حتى يصيرَ الناسُ إلى فسطاطينِ ، فسطاطِ إيمانٍ لا نفاقَ فيهِ ، وفسطاطِ نفاقٍ لا إيمانَ فيهِ ، فإذا كان ذاكُمْ فانتظروا الدجالَ مِنْ يومِهِ أوْ مِنْ غدِهِ


((وسبب ان المهدي من نسل الحسن, لإنه في زمن الحسن بن علي كان هناك نزاع بين المسلمين على الخليفة في زمن معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما, وذلك بعد وفاة الخليفة علي بن ابي طالب رضي الله عنه, فانقسم المسلمون فمنهم يريد الحسن بن علي هو الخليفة بعد والده, وقسم آخر كان يريد معاوية بن ابي سفيان, فأصبح هناك مناحرات وانقسام بين المسلمين, بالإضافة إلى خروج الدجـّـ ـالـ ـيـ ــ ـن والمفتـ ـنـ ـيـ ـن والمـ ـنـ ــافـ ـقـ ــ ــيـ ــن الذين قاموا بإثارة الفِتَن والمناحرات بين المسلمين, وتسبب ذلك بإثارة حروب بين المسلمين, وفي إحدى المعارك وقبل ان يلتقي الجيشين (جيش الحسن و جيش معاوية) خرج الحسن رضي الله عنه وخاطب المسلمين بأنه سيتنازل عن الخلافة لمعاوية لحقن دماء المسلمين وحتى لا تفنى امة جدّه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بسبب هذه الحروب الطاحنة والتي لا طائلة منها, سوى هلاك امة نبينا محمد وخسران الآخرة
وتقابل الحسن ومعاوية وأقرّ الحسن بالتنازل عن الخلافة لمعاوية حقناً لدماء المسلمين وحتى لا تهلك امة جده رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم, وكان لقائهما لقاء ودّي لا مشاحنة ولا بغضاء بينهما, ولكن اشترط الحسن على معاوية ان يحكم بما انزل الله وان يعمل بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وان يحذو بحذو الخلفاء الراشدين (أبو بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم جميعاً)
وبسبب هذا الموقف الشجاع من الحسن, فقد كرّمه الله تعالى بأن سيجعل من نسله من يقود المسلمين ويجمعهم وينصر الإسلام في آخر الزمان, وهذا الشخص سيكون المهدي))









ولكن كيف سيتم معرفة المهدي الحق وكيف سيظهر وماهي الاحداث التي ستكون في وقته ؟؟
سيظهر المهدي في وقت قد امتلئ الأرض ظلماً وجوراً وخاصة على المسلمين, بحيث يكون المسلمين مشتتين لا قائد لهم, ومضطهدين إلى أقصى درجات الاضطهاد, ويكونوا الناس والمسلمين خاصة يومئذٍ على فسطاطين, فسطاط إيمان لا نفاق فيه, وفسطاط نفاق لا إيمان فيه, فالمؤمنون الحق سيقودهم المهدي للملحمة الكبرى, ولكن قبل الملحمة تكون هناك معاهدة وصُلْح بين المسلمين والروم, يحاربوا عدو من ورائهم
(والله أعلم بهذا العدو), وسينتصر المسلمين بتحالف مع الروم, ثم بعد ذلك يغدر الروم بالمسلمين وهي من صفاتهم (الغدر), ثم تقوم الملحمة.

كذلك عند انتشار صيت المهدي بين الناس يسمع به اهل المشرق, وهم اهل الشام أقرب إلى العراق وايران, فيتجهزوا لمحاربة المهدي, فيخرج جيش من ذلك المكان لمقاتلة المهدي وهدم الكعبة واثناء ذلك ذكر النبي في حديث صحيح:
(لَيؤمَّنَّ هذا البَيتَ جَيشٌ يغزونَهُ ، حتَّى إذا كانوا ببَيداءَ منَ الأرضِ ، خُسِفَ بأوسطِهِم ، فيُنادي أوَّلُهُم وآخرُهُم ، فيُخسَفُ بِهِم جميعًا ، ولا ينجو إلَّا الشَّريدُ الَّذي يُخبِرُ عنهُم)

كرامة للمهدي حتى يحميه الله منهم ومن شرهم, وهذه من كرامات الله للمهدي حيث ان الله عز وجل لم يجعلنا نطّلع او نعلم ونتيقّن تماماً بشخص ما انه هو المهدي, فقد اخفاه الله ولن يظهر إلا بأمر الله, وبعد حادثة جيش الخسف يتيقّن الناس بأن هذا الشخص هو المهدي الذي اخبر عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, ويجتمع المسلمون حوله ويبايعوه ان يكون قائداً عليهم, ويرفض ثم يبايعونه ويرفض, ويصلحه الله في ليلة, ففي حديث حسن أخرجه ابن ماجه وأحمد عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن المهدي:
المَهديُّ منَّا أَهلَ البيتِ، يصلحُهُ اللَّهُ في ليلةٍ
والمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم (يصلحه الله في ليلة)

أي ينزل الله عليه اليقين بأنك انت المهدي, ويرفع الله من شأنه وقدره بين المسلمين ويتفق على خلافته أهل الإسلام والمسلمين او ان يرشده الله ويوفّقه للخير, فيأتي المهدي بعد ذلك ويقود المسلمين وهو مكره (أي مجبر) حتى يقودهم إلى الملحمة الكبرى بين المسلمين ضد الروم.
كما ان المهدي صنّفه علماء الدين الكبار بأنه من العلامات الوسطى
فكما نعلم بأن هناك علامات صغرى وعلامات كبرى
والمهدي تم تصنيف الأحداث في وقته بعلامات وسطى
ولكن نحن سنتحدث كما أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن هناك علامات صغرى وكبرى

حيث ان المهدي سيكون اول علامة من علامات الساعة الكبرى, لإنه في وقت المهدي تحدث أمور عظيمة في الأرض, إضافة إلى ذلك أن المهدي سيكون موجود في وقت ظهور 3 علامات كبرى
سيكون موجود في وقت خروج الـ ـد جـ ــال وفي وقت نزول النبي عيسى ابن مريم عليهما السلام, وسيكون موجود في وقت خروج قوم يأجوج ومأجوج
كما ان المهدي سيظهر على إثر عدة احداث منها:

اقتتال 3 من أبناء الملوك على كنز يخرج من الكعبة (للملاحظة المهدي لن يكون معهم في ذلك الإقتتال, لإنه اقتتال بين مسلمين على كنز), كما يظهر المهدي إثر موت خليفة يختلف به المسلمون , كما يظهر اثناء حدوث زلازل كثيرة واختلاف كبير وتفرقة بين الناس والمسلمين خاصة.

ومن الأحداث التي ستكون قبل وعند ظهور المهدي:
انحسار ماء الفرات على جبل من ذهب

ففي حديث صحيح عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلى أكون أنا الذي أنجو)

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يأخذ احد من الذهب ونهى ايضاً عن الإشتراك بذلك لما سيقع من مقتلة ومذبحة كبيرة وفتن عظيمة بين الناس.
كما أن المهدي عند ظهوره سيقوم بالكثير من المهمات منها:
محاربة والقضاء على الفِتَن في الدول العربية وفي جزيرة العرب بحيث يقضي على الحكام الفاسدين واتباعهم, وفي الشام وغيرها.

كذلك عند قيام الملحمة الكبرى وهي المسمية بـ (هرمجدون ) وهي ملحمة عظيمة بحيث يُقتَل بها عدد كبير من الطرفين , إذا أخبرنا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ، فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتْ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ . فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا ، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا ، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ )

فالمقصود بالحديث السابق ان الجيشين سيلتقيا في (دابق) وهي في عمق دمشق ويقتتلوا قتالاً شديداً, واثناء تلك المعارك والقتال سوف يُسلم فئة من الروم ويدخلوا بالدين الإسلامي وينضموا إلى جيش المسلمين, حيث ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم انهم من أبناء نبي الله اسحق عليه السلام, حيث ان النبي اسحق له ولدان احدهما نبي وهو يعقوب (إسرائيل), والآخر ليس بنبي ولكن مؤمن على دين أبيه ويدعى (العيص) وقيل ان اهل الروم (والمقصود بهم اهل أوروبا وامريكيا) هم من نسل العيص بن اسحق بن إبراهيم الخليل, ويعقوب أتى من نسله ذرية بنو إسرائيل, وهؤلاء الفئة التي دخلت بالدين الإسلامي هم أبناء العيص.

كما ذكر نبينا محمد حول ماسيحدث اثناء الملحمة حيث ان هناك ثلث من المسلمين سوف ينهزموا ويُقتلوا وهؤلاء الفئة لن يتوب الله عليهم ولن يغفر لهم, وذلك بسبب انهم خانوا عهد الله ورسوله وخذلوا المسلمين وارتدوا (وهو مايسمى بالدين التولّي يوم الزحف) وهذا ذنبها عظيم عند الله ومن الكبائر ومن اعظم الذنوب, إذ ان المسلم يواجه أعداء الدين ثم يخذل المسلمين ويرتد فهذا من الكبائر وقيل ان هناك فئة قليلة من المسلمين يخافون وسينضموا إلى جيش الروم المعادي للإسلام, وهؤلاء فئة المنافقين, لذلك سيتم قتلهم ولن يتوب الله عليهم, ثم سيكون هناك ثلث آخر من المسلمين يقاتلوا في سبيل الله حيث قال عنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :
(هم أفضل شهداء عند الله يومئذ) ويبقى الثلث الأخير من المسلمين يعاهدوا الله ورسوله انهم لن يرجعوا حتى ينصرهم الله, فيتجهزوا للقتال وستكون هناك محلمة كبيرة حتى ان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصفها اذ قال:

((فَيَجْعَلُ اللَّهُ الدَّبْرَةَ عليهم، فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً -إمَّا قالَ: لا يُرَى مِثْلُهَا، وإمَّا قالَ: لَمْ يُرَ مِثْلُهَا- حتَّى إنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بجَنَبَاتِهِمْ، فَما يُخَلِّفُهُمْ حتَّى يَخِرَّ مَيْتًا .... إلى آخر الحديث))

أي سيقوم الثلث الأخير بالقتال الشديد حتى ان الطائر (الطيور) عندما تحلق على اطراف الملحمة تسقط !!! وقيل ان سبب سقوطها إما بسبب اشتداد القتال وغبار المعركة أو بسبب كثرة الجثث والرائحة التي تصدر منها, وسينصر الله المسلمين في نهاية المعركة.


كما وذكر نبينا محمد صلى الله عن صفاته الشكلية في حديث صحيح:
المَهديُّ منِّي أجْلَى الجبهةِ أقْنى الأنفِ يملأُ الأرضَ قِسطًا وعدلًا كما مُلئتْ ظلمًا وجورًا يملِك سبعَ سنينَ


أجلى الجبهة: وتعني ان شعره قليل او لا يوجد شعر في مقدمة الرأس, وواسع الجبهة
أقنى الأنف: أي أنفه طويل ولكن ليس بالطول الذي يعـيـبـه, وهو صفة العربي الأصيل
كما ان جسده ومظهره مظهر الرجل العربي الأصيل والقوي في بنيته

فعند ظهوره يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً, أي يعطي المال بالعدل بين الناس وتزدهر الأرض ازدهاراً ويخرج الثمار والخير لم تكن عليها من قبل, ويحكم في الأرض سبع سنوات.
وفي اثناء وجود المهدي ستكون هناك عدة أمور سيقوم بها بمساعدة مجـ ـ ـاهـ ـديـ ـ ـن مؤمنين ليقضي على الفـ ـ ـسـ ــ ــاد في جزيرة العرب وينصر الضعيف والمسلمين, ثم سينتشر صيته وسيكون له اتباع وعندها تكون الملحمة !! حيث وصفها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالملحمة لشدة قسوتها من كلا الطرفين بحيث ستكون بين المسلمين ضد الروم (النصارى), وسيُقـتـل عدد كبير من الطرفين, ولكن سيكون النصر للمسلمين بأمر الله تعالى.

ثم بعد ذلك سيقوم المهدي وفئة من جيش المسلمين بملاحقة الـ يـ ـ هـ ــ ــود لقتلهم وسيتفرّق اليهود وسيقتل عدد منهم ولكن لن يتم تحرير الأقصى بعد, وفئة أخرى من المسلمين سيقوموا بفتح القسطنطينية وبلاد أوروبا وسيفتح روما وأكبر معقل للكـ ـ ــا ثـ ــ وليـ ــ ـك والبر وسـ تـ ــ ـانـ ـ تـ ـ ـة والذي هو معقل الشيـ ـ ــطـ ــ ــان والذي تحيك به كل المخططات الـ صـ ـ هـ ـيـ ــونـ ـيـ ـة والمـ ـ ـاسـ ـ ــ ــونـ يـ ــ ـ ـة وسيفتحونها بالتهليل والتكبير وليس بالحرب والقتال, لإن جيوش الروم تم ابادتها بالكامل ولن يكون هناك جيش يواجه المسلمين.


وفي آخر الموضوع نطلب الله الكريم رب العرش العظيم أن يجنّبنا وأهلينا الفتن ما ظهر منها وما بطن
ونطلب الله الكريم رب العرش العظيم إن عاصرنا المهدي أن يجعلنا من جيشه وان يتقبّلنا من الشهداء.