|
المشاركات 1,217 |
+التقييم 0.29 |
تاريخ التسجيل 03-05-2012 |
الاقامة |
نظام التشغيل |
رقم العضوية 39591 |
يقول علماء النفس إن كثيرا من الهموم
والضغوط النفسية سببه عدم الرضا ، فقد
لا نحصل على ما نريد ، وحتى لوحصلنا
على ما نريد فقد لا يعطينا ذلك الرضا التام
الذي كنا نأمله ، فالصورة التي كنا نتخيلها
قبل الإنجاز كانت أبهى من الواقع
وحتى بعد حصولنا على ما نريد فإننا نظل نعاني
من قلق وشدة خوفا من زوال النعم . ومن هنا كان
الدعاء المأثور " اللهم عرفنا نعمك بدوامها لا بزوالها " .
وقد خلق الإنسان .. وخلق معه القلق .. أو
خلق القلق ثم خلق له الإنسان ليكابده .
وهناك نوعان من القلق :
القلق الطبيعي
والقلق المرضي .
والقلق الطبيعي هو الذي يمكن أن نطلق عليه القلق
الصحي ، أو القلق الذي لا حياة بدونه ، أو الذي لا
معنى للحياة بدونه . وإذا اختفى أصبح الإنسان
مريضا متبلد الوجدان .
وهموم الحياة كثيرة :
هموم العمل والمنزل ، مرض الآباء أو الأبناء ،
ديون متراكمة أو خلافات عائلية، امتحانات أو مقابلات
. وكلها حالات تبعث في النفس القلق ، وقد تجعلنا نفقد
شهيتنا للطعام ، أو ربما نفقد السيطرة على أعصابنا
لأتفه الأسباب . وقد نحرم لذة النوم الهانئ ، نتعذب
بالانتظار والحيرة ، ونذوق مرارة الحياة . وتمر الأيام ،
وتنقشع تلك المشاكل والهموم ، ونرضى بالأمر الواقع ،
ويزول القلق ، وننعم بالسكينة والهدوء ، ثم تأتي مشكلة
جديدة ونمر بتجربة أخرى ، وهكذا هي الحياة ..
أما القلق غير الطبيعي فهو
كما يقول الدكتور عادل صادق _ إحساس غامض
غير سار يلازم الإنسان . وأساس هذا الإحساس هو
الخوف . الخوف من لا شيء ، الخوف من شيء مبهم .
وفي حالات القلق يزداد إفراز مادة في الدم تدعى
الأدرينالين ، فيرتفع ضغط الدم ، ويتسرع القلب ،
ويشكو الإنسان من الخفقان ، أو يشعر وكأن
شيئا ينسحب إلى الأسفل داخل صدره .
ويظن بقلبه الظنون ، ويهرع من طبيب إلى طبيب ،
وما به من علة في قلبه ، ولا مرض في جسده إلا
أنه يظل يشكو من ألم في معدته واضطراب في
هضمه ، أو انتفاخ في بطنه ، و اضطراب في
بوله أو صداع في رأسه .
يقول ديل كارنجي :
" عشت في نيويورك أكثر من سبع وثلاثين سنة ،
فلم يحدث أن طرق أحد بابي ليحذرني من مرض يدعى
( القلق ) ، هذا المرض الذي سبب في الأعوام السبعة
والثلاثين الماضية من الخسائر أكثر مما سببه الجدري
بعشرة آلاف ضعف . نعم لم يطرق أحد بابي ليحذرني
أن شخصا من كل عشرة أشخاص من سكان أمريكا
معرض للإصابة بانهيار عصبي مرجعه في أغلب
الأحوال إلى القلق !
ويتابع كارنجي القول :
" لو أن أحدا ملك الدنيا كلها ما استطاع أن ينام
إلا على سرير واحد ، وما وسعه أن يأكل أكثر
من ثلاث وجبات في اليوم ، فما الفرق بينه وبين
الفلاح الذي يحفر
الأرض لعل الفلاح أشد استغراقا في النوم ،
وأوسع استمتاعا بطعامه من رجل الأعمال
ذي الجاه والسطوة " .
ويقول الدكتور الفاريز :
لقد اتضح أن أربعة من كل خمسة مرضى ليس
لعلتهم أساس عضوي البتة ، بل مرضهم ناشئ
من الخوف ، والقلق ، والبغضاء والأثرة المستحكمة ،
وعجز الشخص عن الملاءمة بين نفسه والحياة "
والهموم تفتك بالجسم وتهرمه .
قال المتنبي :
والهم يخترم الجسيم نحافــة ويشيب ناصية الصبي ويهرم
وقد قرأنا كيف أن بكاء يعقوب على ابنه أفقده
بصره ، وكيف أن الغم بلغ مداه بالسيدة عائشة
عندما تطاول عليها الأفاكون - فظلت تبكي
حتى قالت : " ظننت أن الحزن فالق كبدي " .
وقد ذم الرسول صلى الله عليه وعلى اله
وسلم التكالب على دنيا الهموم فقال :
" من جعل الهم واحدا كفاه الله هم دنياه ،
ومن تشعبته الهموم لم يبال الله في أي
أودية الدنيا هلك " رواه الحاكم .
ويهدف هذا التوجيه النبوي إلى بث السكينة في
الأفئدة ، واستئصال شأفة الطمع والتكالب على
الدنيا . وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام :
" من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ،
وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة . ومن كانت
الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه
شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ".رواه الترمذي .
ولا شك أن علاج الهموم يمكن في الرضا بما
قدر الله ، والصبر على الابتلاء واحتساب ذلك
عند الله ، فإن الفرج لا بد آت .
ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقـــاء
فلا حزن يدوم ولا سرور ولا عسر عليك ولا رخــاء
والساخطون والشاكون لا يذوقون للسرور طعما .
فحياتهم كلها سواد دامس ، وليل حالك .
أما الرضا فهو نعمة روحية عظيمة لا يصل إليها
إلا من قوي بالله إيمانه ، وحسن به اتصاله .
والمؤمن راض عن نفسه ، وراض عن ربه لأنه
آمن بكماله وجماله ، وأيقن بعدله ورحمته .
ويعلم أن ما أصابته من مصيبة فبإذن الله .
وحسبه أن يتلو قول الله تعالى :
** وما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن
بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم ** التغابن 41 .
والمؤمن يؤمن تمام اليقين أن تدبير الله له أفضل
من تدبيره لنفسه ، فيناجي ربه " بيدك الخير
إنك على كل شيء قدير " آل عمران 26 .
وتذكر قول رسول الله صلى الله وعلى اله عليه وسلم :
" ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس "
سبحان الله وبحمدة ... سبحان الله العظيم
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
القضاء والقدر | Hubble AR | المنتدى الاسلامي | 4 | 18-02-2017 10:28 PM |
القضاء والقدر | Princess Shireen | الاخبار | 11 | 01-12-2013 08:34 PM |