|
المشاركات 426 |
+التقييم 0.10 |
تاريخ التسجيل 23-11-2010 |
الاقامة |
نظام التشغيل |
رقم العضوية 28763 |
موقع جرافيك مان لملحقات التصميم والفوتوشوب
كيف لا يغفر الله تعالى أن يشرك به، ثم يغفر لإبراهيم عندما عبد ما دون الله
يوضح القرآن أن الله لا يغفر أن يشرك به، ومع ذلك فقد غفر لإبراهيم (عليه الصلاة والسلام)، بل جعله نبياً رغم أنه عبد النجوم و الشمس و القمر؛ فما الإجابة؟
الجواب:
الشرك محبط للعمل :" قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ "(الزمر66- 64 " إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا " (النساء(48 :
و الأنبياء و الرسل هم صفوة الله من خلقه ، يصطفيهم و يستخلصهم ، و يصنعهم على عينه ، و
ينزهم - حتى قبل البعثة لهم و الوحي إليهم - عن الأمور التي تخل بجدارتهم للنبوة و الرسالة .
. و من ذلك الشرك ، الذي لو حدث منهم و اقترفوه لكان مبرراً لغيرهم أن يقترفه و يقع فيه . .
و لذلك ، لم يرد في القرآن الكريم ما يقطع بشرك أحد الأنبياء و الرسل قبل بعثته . . بمن في
ذلك أبو الأنبياء و خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام. .
أما الآيات التي يشير إليها السؤال . . و هي قول الله ، سبحانه و تعالى " وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ " (الأنعام ( 83-74
أما هذه الآيات ، فليس فيها دليل على أن إبراهيم ، عليه السلام ، قد مر بمرحلة شرك ، و حاشا
له أن يقع في ذلك ، و إنما هي تحكي كيف آتى الله إببراهيم الحجة على قومه . . حجة التوحيد ،
و دحض الشرك . . فهي حجاج و حوار يسلم فيه إبراهيم جدلاً - كشأن الحوار - بما يشركون ؛
لينقض هذا الشرك ، و يقيم الحجة على تهاوي ما به يحتجون ، و على صدق التوحيد المركوز
في فطرته . . ليخلص من هذا الحوار و الحجاج و الاحتجاج إلى أن الخيار الوحيد المتبقي - بعد
هذه الخيارات التي سقطت - هو التوحيد . . فهو حوار التدرج من توحيد الفطرة إلى التوحيد
القائم على المنطق و البرهان و الاستدلال ، الذي فند دعاوى و حجج الخصوم . . الاستدلال
اليقيني " وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ "، وليس فيه انتقال من الشرك إلى التوحيد . . تلك هي
الحقيقة التي رجحجها المفسرون :
فالقرطبي ، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (671ه 1273م ) يقول في تفسيره
(الجامع لأحكام القرآن) - مورداً الآراء المختلفة حول هذا الموضوع :
"قوله تعالى: " قَالَ هَـذَا رَبِّي " اختلف في معناه على أقوال؛ فقيل: كان هذا منه في مهلة النظر
وحال الطفولية وقبل قيام الحجة؛ وفي تلك الحال لا يكون كفر ولا إيمان ...
وقال قوم: هذا لا يصح؛ وقالوا: غير جائز أن يكون لله تعالى رسول يأتي عليه وقت من الأوقات
إلا وهو لله تعالى موحد وبه عارف، ومن كل معبود سواه بريء. قالوا: وكيف يصح أن يتوهم
هذا على من عصمه الله وآتاه رشده من قبل، وأراه ملكوته ليكون من الموقنين، ولا يجوز أن
يوصف بالخلو عن المعرفة، بل عرف الرب أول النظر. قال الزجاج: هذا الجواب عندي خطأ
وغلط ممن قال؛ وقد أخبر الله تعالى عن إبراهيم أنه قال "واجنبني وبني أن نعبد الأصنام "
"إبراهيم: 35 " وقال جل وعز "إذ جاء ربه بقلب سليم " "الصافات: 84 " أي لم يشرك به قط .
. .
لقد قال "هَـذَا رَبِّي " على قول قومه ؛ لأنهم كانوا يعبدون الأصنام والشمس والقمر؛ ونظير هذا
قوله تعالى"أين شركائي " "النحل: 27 " وهو جل وعلا واحد لا شريك له. والمعنى: ابن
شركائي على قولكم. . .
وقيل: إنما قال " هذا ربي " لتقرير الحجة على قومه فأظهر موافقتهم؛ فلما أفل النجم قرر الحجة
وقال: ما تغير لا يجوز أن يكون ربا. وكانوا يعظمون النجوم ويعبدونها ويحكمون بها. وقال
النحاس: ومن أحسن ما قيل في هذا ما صح عن ابن عباس أنه قال في قول الله عز وجل " نور
على نور " (النور 35 قال: كذلك قلب المؤمن يعرف الله عز وجل ويستدل عليه بقلبه، فإذا
عرفه أزداد نورا على نور؛ وكذا إبراهيم عليه السلام عرف الله عز وجل بقلبه واستدل عليه
بدلائله، فعلم أن له ربا وخالقا. فلما عرفه الله عز وجل بنفسه ازداد معرفة فقال " أتحاجوني في
الله وقد هدان " الأنعام80
وقيل: هو على معنى الاستفهام والتوبيخ، منكرا لفعلهم. والمعنى: أهذا ربي، أو مثل هذا يكون
ربا؟ فحذف الهمزة. وفي التنزيل " أفإن مت فهم الخالدون " الأنبياء: 34 أي أفهم الخالدون؟
(1)...
و مع هذا الرأي ايضاً الزمخشري ، أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي
1144 م) صاحب تفسير (الكشاف عن حقائق التنزيل و عيون الأقاويل - 538-467 ه / 1075 )
في وجوه التأويل ( . . الذي يقول في تفسير هذه الايات :
وكان أبوه آزر وقومه يعبدون الأصنام والشمس والقمر والكواكب، فأراد أن ينبههم على الخطأ
في دينهم، وأن يرشدهم إلى طريق النظر والاستدلال، ويعرفهم أن النظر الصحيح مؤد إلى أن
شيئاً منها لا يصح أن يكون إلٰهاً، لقيام دليل الحدوث فيها، وأن وراءها محدثاً أحدثها، وصانعاً
صنعها، مدبراً دبر طلوعها وأفولها وانتقالها ومسيرها وسائر أحوالها .
" هَـذَا رَبِّي " قول من ينصف خصمه مع علمه بأنه مبطل، فيحكي قوله كما هو غير متعصب
لمذهبه. لأن ذلك أدعى إلى الحق وأنجى من الشغب، ثم يكر عليه بعد حكايته فيبطله بالحجة .
" لا أُحِبُّ الآفِلِينَ " لا أحب عبادة الأرباب المتغيرين من حال إلى حال، المتنقلين من مكان إلى
آخر، المحتجبين بستر، فإن ذلك من صفات الأجرام .
" لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي " تنبيه لقومه على أن من اتخذ القمر إلٰهاً وهو نظير الكوكب في الأفول، فهو
ضال، وأ ن الهداية إلى الحق بتوفيق الله ولطفه .
" إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ " أي للذي دلت هذه المحدثات عليه وعلى أنه
مبتدؤها ومبتدعها. (2)
- 1360 ه/ 1862 - و على هذا الرأي أيضاً - من المحدثين - الشيخ عبد الوهاب النجار (1278
1941 م) – (صاحب (قصص الأنبياء) - الذي يقول: لقد أتى إبراهيم في الاحتجاج لدينه و
. تزييف دين قومه بطريقة التدرج في الإلزام ، أو التدرج في تكوين العقيدة( . . (3
ذلك هو موقف إبراهيم الخليل ، عليه السلام ، من الشرك . . لقد عصمه الله منه . . و إنما هي
طريقة في الجدال يتدرج بها مع قومه ، منطلقاً من منطلقاتهم ؛ ليصل بهم إلى هدم هذه المنطلقات
،و إلى إقامة الدليل العقلي على عقيدة التوحيد الفطرية المركوزة في القلوب.
----------------------------------------------------------------------
1)) الجامع لأحكام القرآن ج 7 ص 26،25 طبعة دار الكتاب العربي للطباعة و النشر - القاهرة سنة 1387 ه سنة 1967 م .
(2)الكشاف ج 2 ص 31 ، 30 طبعة دار الفكر – بيروت – بدون تاريخ – و هي طبعة مصورة عن طبعة طهران "انتشارات آفتاب – طهران – و هي الأخرى بدون تاريخ للطبع .
(3) قصص الأنبياء ص 80. طبعة دار إحياء التراث العربي – بيروت – لبنان – بدون تاريخ للطبع .
كتاب (شبهات حول القرآن الكريم) - د. محمد عمارة.
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله | knaji | تصاميم فوتوشوب اسلاميه | 5 | 16-04-2020 06:14 PM |
خاب وخسر من ادرك رمضان ولم يغفر له | نجيب محمد امين | تصاميم فوتوشوب اسلاميه | 2 | 13-07-2015 06:57 PM |
حظـر الفايبر والواتساب viber and whatsapp في مصر | ساحر الكلمة | الاخبار | 4 | 17-09-2013 09:37 PM |
حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم | مصطفى فارس | المنتدى الاسلامي | 14 | 16-10-2011 08:30 PM |
لا تقنطو من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا | فنان سات | المنتدى الاسلامي | 5 | 13-05-2010 12:24 AM |