|
المشاركات 2,408 |
+التقييم 0.67 |
تاريخ التسجيل 27-11-2013 |
الاقامة بلدي الحبيب _الصحراء |
نظام التشغيل |
رقم العضوية 89535 |
بسم الله الرحمن الرحيم
الأنعام {124**
وقال جل وعلا:
{اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ**
فاطر {43**
وقال سبحانه:
{وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ**
فاطر {10**
وقال تعالى:
{وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ**
الرعد {42**
وقال عز وعلا:
{أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ**
الأعراف {99**.
إن التأمل في هذه الآيات ومعاودة قراءتها بتأنٍ وتدبر يغرس في القلب الخوف من المكر، فها هي عاقبة المكر تراها واضحة أمامك ، وكأن الآيات تقول لك: إياك أن تمكر .. إياك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" المكر والخديعة والخيانة في النار" ..
فإياك أن تمكر فيمكر بك.
إن كثيرا من الناس يعيش في هذه الدنيا بالمكر، فتجده يتعامل مع زوجته بالمكر، مع أبيه بالمكر، مع مديره وزميله في العمل بالمكر، مع جاره ومن حوله بالمكر..
فيظن أنه يستطيع أن يمكر بالله!
***************
كلمة خطيرة لابن الجوزي يقول فيها:
" تصر على المعاصي وتصانع ببعض الطاعات. والله إن هذا لمكر" اهـ.
فتراه قد واعد البنت الفلانية ليقابلها غدا، ويجلس في المسجد أمام الخطيب وهو يفكر في الموعد.. إصرار على المعصية ..
أتمكر بربك؟!..
يأكل الحرام ويواعد على رشوة، ومع ذلك يصلي ويتصدق ويحجز مكانه لأداء العمرة..
تمكر بمن؟!
وستجد من يجلس في المسجد يستغفر وهو يحمل علبة السجائر مصرًّا على المعصية، ويقول: اللهم تب علي!..
بمن تمكر؟!! ..
وأعجب من هؤلاء جميعاً من إذا سمع بهذا الكلام قال معاندا: "إذا والله لن أتوب ولن أصلي.." لا .. أنا لا أقول ذلك الكلام لتقول هذا، ولكن أقوله لكي لا تمكر بربك.. فهو الذي خـلقك ويعلمك.
وفرق كبير بين الذي يعصي ثم يستغفر ويتوب ويندم ويعزم على ألا يعود، وبين من يمكر السيئات..
وفرق كبير بين من يعمل السوء بجهالة ثم يتوب من قريب، وبين الذي يدبر ويمكر ويصر ويستمر.
هذا هو الملحظ الخطير عند تأمل الآيات السابقة:
إنك تجد التفريق بين من يتورط في المعصية عند غلبة الشهوة مع الجهل وشدة الغفلة، وبين من يمكر للموضوع؛
فيحتال ويدبر ويحتاط ويتربص، ويبحث عن الشبهات، ويتعامى عن الضوابط،
*** لذا كانت عقوبة الماكر أشد بكثير من عقوبة العاصي.
فلا تصانع بالطاعات وأنت مصر على المعاصي،
ولا تقل: إذا لن أصلي حتى أنتهي عن المعاصي!!..
لأن هذا مكر!..
ولم لا تنتهي عن المعاصي وتستمر في الصلاة؟
اللهم تب على كل عاص مسلم يا رب..
"إن الحلال بين، وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه"،
ثم عقب على ذلك بقوله:
" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".
فمهما قلنا: "حلال .. حرام .. يجوز .. لا يجوز .. يجب .. يكره .."، فلن يجد هذا الكلام صدى إلا عند أصحاب القلوب التقية النقية والنوايا الطيبة.
من أجل ذلك تفشل الأنظمة والأوضاع التي لا تقوم على حراسة القلوب التقية. تفشل النظريات والمذاهب التي يضعها البشر للبشر ولا سلطان فيها من الله .. ومن أجل ذلك تعجز الأجهزة البشرية التي تقيمها الدول لحراسة القوانين وتنفيذها . وتعجز الملاحقة والمراقبة التي تتابع الأمور من سطوحها!
يا من تحرص على الدنيا وتغفل عن الآخرة،يا من كثرت ذنوبه و تأخرت توبته
ثم تشكو قسوة القلب!! ..
إن هذا لمكر .. فإياك أن تمكر ..
كن صادقاً مع الله تعالى..
لا تكن ثعلباً فالطريق وعرة ..
الطريق إلى الله وعرة،
ولن تصل إلا بتوفيقه،
أفيه تمكر وهو دليلك الوحيد؟!
ولذا؛ إذا أردت الوصول إلى الله
فتب من المكر،
واجعل همومك هما واحداً هو الله ..
الهموم نجسة فطهر قلبك منها ..
اللهم طهر قلوبنا يا رب من الغل والمكر والحسد
و صلى الله و سلم على النبي محمد و على آله و صحبه
و الحمد لله رب العالمين
نقلا : عن فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب
من سلسلة....ايات قرانية
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|