|
المشاركات 77 |
+التقييم 0.04 |
تاريخ التسجيل 18-05-2018 |
الاقامة |
نظام التشغيل |
رقم العضوية 253894 |
وإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
من كماله عليه السلام وعبوديته لله رب الأنام أنه خشي على أمة الإسلام أن يغالوا فيه كما غلت النصارى في عيسى عليهما الصلاة والسلام، وهذا ما صرَّح به في حديث البخاري ومسلم أيضاً المتفق على صحته، حيث قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد لله، فقولوا: عبد الله ورسوله»
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
إذاً: معنى هذا ألا نتشبه بالنصارى، لكن هنا قد يجول في نفوس بعض الناس كما سمعنا ذلك مراراً وتكراراً: النصارى قالوا: عيسى ابن الله وكفروا وكذبوا، والمسلمون الحمد لله لا يقولون محمد ابن الله، الحمد لله أيضاً أن المسلمين ما وقعوا تماماً كما وقع النصارى، ولكنهم قد وقعوا فيما يشبه ما وقع فيه النصارى، وليس من الضروري أن يكون خطؤهم كخطأ النصارى مائة بالمائة، هذا من جهة،
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
هذا معناه سويناه مع رب العالمين، صحيح ما قلنا والحمد لله أنه محمد ابن الله كما قالت النصارى في نبيهم، لكن قلنا ما يساوي ذلك أو يزيد عليه، حيث قال هذا القائل غفر الله لنا وله:
فإن من جودك الدنيا وضرتها
لنقف قليلاً في هذا المعنى من الشعر، ما معنى: فإن من جودك الدنيا؟
جاء هناك في الحديث أنه عرضت عليه الجبال أن يقلبها ربنا عز وجل عليه ذهباً فأبى، وقال جبريل عليه السلام له: كن عبداً نبياً ورسولاً، ولا تكن ملكاً، فرضي بذلك ولم يقبل أن الله عز وجل يقلب له الجبال ذهباً، كلام سليم، فإن من جودك الدنيا، لكن ما معنى العطف المذكور: فإن من جودك الدنيا وضرتها؟ ما هي ضرة الدنيا؟ بلا شك هي الآخرة، هل جاد الرسول عليه السلام بالآخرة؟ هل يتصور أن يجود بالآخرة وأن يعرض عنها كما أعرض عن الدنيا؟
هذا أمر مستحيل؛ لأن الله عز وجل يقول في القرآن الكريم: **لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ** ( أي: الجنة، (وزيادة) رؤية الله في الآخرة، هذا النعيم الأكبر، إذا شاهد المؤمنون ربهم يوم القيامة نسوا كل نعيم الجنة، ذلك أشهى لديهم في الآخرة، كيف يقال: إن الرسول أعرض عن الدنيا وضرتها، جاد بها وأعرض عنها؟
إذا وقفنا عند الدنيا كلام معقول،
ما شئت لا ما شاءت الأقدار ... فاحكم فأنت الواحد القهار
ماذا يعني بهذا؟
ما شئت لا ما شاءت الأقدار ... فاحكم فأنت الواحد القهار
يصف الرسول فيقول:
فإن من جودك الدنيا وضرتها
ومن علومك علم اللوح والقلم
الله أكبر، ومن علومك إذاً: الرسول عليه السلام له علوم غير علم اللوح والقلم، ما هو علم اللوح والقلم؟ كل شيء، وكل شيء, في القرآن الكريم ماذا؟ **وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ** يعني: مسطر، كل شيء، والرسول عليه السلام بين هذه الحقيقة، أن كل شيء مستطر في اللوح المحفوظ، قال في الحديث الصحيح المشهور الذي رواه أبو داود في سننه والإمام أحمد في مسنده بالسند الصحيح: «أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة» إذاً: كيف يوصف الرسول عليه السلام بأنه علم ما هو مسطور إلى يوم القيامة، وليس هذا فحسب، بل ذلك بعض علومه.
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
هذا غلو لا يرضاه الرسول عليه السلام الذي قال في الحديث السابق: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله».
الرسول عليه السلام لما ذكر في القرآن نادراً ما يذكر باسمه، لكنه لما أثنى عليه بتلك المعجزة التي اصطفاه الله عز وجل بها على كل الأنبياء ألا وهي معجزةالمعراج أو الإسراء والمعراج ماذا قال عنه؟
أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا يا سعد تورد الإبل
تريدون [أن] تمدحوا الرسول عليه السلام تمدحوه في الحد الذي وضع لكم إياه: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما إنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله»
ماذا نجد في السنة؟ الذي يوجد في السنة ما ذكرته آنفاً وزيادة على ذلك يجد في مسند الإمام أحمد الحديث التالي: جاء ناس إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم –
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
وفي حديث آخر في مسند الإمام أحمد أيضاً أن رجلاً قال للرسول عليه السلام: «أنت سيدنا، قال: السيد الله» لماذا أنكر عليه وهو كما قلنا آنفاً هو سيدنا بحق؟ خشي أن يؤدي بهذا الإنسان في مدحه للرسول عليه السلام بكلمة نحن ندين الله بأنه سيدنا أن يرتقي به إلى ما لا يجوز أن يُمتدح عليه السلام به، فقطع عليه الطريق وقال: «السيد الحق» هو الله تبارك وتعالى.
لذلك فنحن ننصح المسلمين، طبعاً ليس لنا كلام مع الزنادقة والملحدين، إنما كلامنا مع المسلمين الصالحين الذين يخافون الله ويرجون يوم الآخرة، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، ننصحهم أن لا يُضيِّعوا جهودهم في هذه الحياة الدنيا وراء أفكار وعقائد وعبادات لم تأت في السنة، فقد قراءتمآنفاً قوله عليه السلام في قصة الرهط: «فمن رغب عن سنتي فليس مني» هذه نصيحة نوجهها لكل إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، لعل الله تبارك وتعالى ينفع بها.
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
التصميم الثاني اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم | أبو الأمير | تصاميم فوتوشوب اسلاميه | 4 | 30-06-2016 11:59 PM |
تصميم اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم | أبو الأمير | تصاميم فوتوشوب اسلاميه | 2 | 30-06-2016 11:58 PM |
مواقف أبكت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم | أبو الأمير | المنتدى الاسلامي | 6 | 15-06-2016 10:17 PM |
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم | احمدالمهاجر | المنتدى الاسلامي | 1 | 04-06-2014 06:04 PM |
بشائر لاهل الشام ــــ من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم | noor7 | منتدى المالتي ميديا الاسلامي .. صوتيات و فيديو | 5 | 02-06-2014 11:33 AM |