بني اسرائيل والتطبيع العربي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم

نتحدث اليوم عن امور تحدث في مجتمعنا الاسلامي, من حيث تقلّبات في النوايا والخطابات والتنظير على المجتمع العربي والاسلامي والمتاجرة بالدين , وهؤلاء الفئة مايُسمّون انفسهم بـ مسلمين وتحريفهم في كلام او تفسير كلام الله عزّ وجلّ , والأصح هؤلاء الفئة تندرج تحت عبارة
(رؤوس المنافقين) والمتخاذلين أو تجّار الدين
كما ونتحدث عن امور اصبح الكثير يتطاولون بها حتى وصل بهم الأمر ان يقوموا بتغيير أمر الله او حُكْمه على أُمَّة من الأمم أنزل الله حكمه بها , وذلك حسب مصلحتهم سواء شخصية او مصلحة عامة تخص فئة من الناس, وهؤلاء المتقلّبين والذين في قلوبهم مرض يندرجوا تحت الآية الذي يقول الله فيها في سورة آل عمران , يقول الله تعالى
((وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ۚ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا ۗ يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177)).

كما وسيتم التحدث اليوم عن بني اسرائيل (اليهود)
اولاً من هم بنو اسرائيل ؟؟
هم من سلالة نبي الله يعقوب ابن اسحق ابن ابراهيم الخليل عليهم السلام
وبداية اسم اسرائيل كانت بالنبي يعقوب عليه السلام حيث ان يعقوب هو نفسه اسرائيل , وهذين الاسمين مذكورين بالقرآن حرفياً (يعقوب و اسرائيل) وكلا الاسمين لشخص واحد
فبداية بنو اسرائيل كانوا من يعقوب عليه السلام والذي من جهته عقّب 12 ابن ومنهم نبي الله يوسف عليه السلام واخوته الإحدى عشر
ومن هؤلاء الإثنا عشر أتى منهم سلالة بنو اسرائيل فيما بعد وتفرع منهم اليهود , و سبب تسمية اليهود بذلك,
-- قيل في احدى الروايات انها نسبت ليهودا ابن يعقوب , وهو أحد اخوة النبي يوسف عليه السلام
-- وفي رواية أخرى قيل ان اسم يهود نسبوه ليهوذا من كبار بنو اسرائيل
-- وفي رواية أخرى وهي قد تكون الأصح والأقرب لسبب تسميتهم بـ يهود
أنهم اتّبعوا نبي الله موسى عليه السلام وقالوا له إنا هُدنا إليك بمعنى اننا تُبْنا ورجعنا إلى دينك وشريعة الله عزّ وجلّ , لقوله تعالى:
((وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ))
ولكن بكل الأحوال اليهود هم فئة من بني اسرائيل , وبالرغم من قولهم انهم هادوا إلى نبيّهم موسى , إلا أن الطبع الخبيث والمراوغ والنفس السيئة قد جعلهم يرجعون عن كلامهم لنبيّهم وما زالوا يفسدون في الأرض إلى يومنا هذا وحتى قيام الساعة.

ثم نأتي إلى الأشخاص الذين يقوموا بذكر أفضال اليهود وعمل التطبيع معهم وأنهم اهل سلام وأن فلسطين هي بالأصل لإسرائيل
نستذكر سورة الفاتحة وهي فاتحة القرآن , كما ان الفاتحة هي سورة أساسية في قرائتها اثناء الصلاة
ماذا ذكر الله بها في آخر الآية ؟؟ ((غير المغضوب عليهم)) !! من هم المغضوب عليهم ؟؟
المقصود عن ((بني اسرائيل)) والكفّار

كما ذكر الله تعالى بالقرآن الكريم في عِدّة مواضع عن مدى غضبه على بني اسرائيل, إذا قال في سورة البقرة :
((بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ )) , والمقصود بهم بنو اسرائيل .

لماذا غضب الله عليهم وأنزل حكمه النهائي بهم ؟؟ , وبأنهم مغضوب عليهم إلى قيام الساعة ؟؟
ان بنو اسرائيل افسدوا في الأرض عبر الأزمان والتاريخ , فكم من نبي قتلوه ؟؟ وكم من الأنبياء حاولوا أن يوعظوهم فصدّوا عن سبيل الله وقالوا عنه إما ساحر او مجنون او يقوموا بقتل النبي
وحرّفوا كتاب موسى عليه السلام على حسب أهوائهم ومصالحهم , وكم رأوا من معجزات أمام أعينهم ولم يتعضوا ولم يتغيروا أو يتبعوا دين الله !! إلا قلّةً قليلة منهم
فكثير ماكان الله عز وجل يرسل لهم انبياء ورسل ويريهم المعجزات حتى يؤمنوا !!
وعلى الرغم ان من اسماء الله الحسنى (الصبور) , أي ان الله عز وجل يصبر على عباده ويرسل لهم تـنبيهات ومواقف حتى يرتدع او يتعظ , ومع ذلك إذا أنزل الله تعالى حكمه فهذا يعني ان الحكم نهائي لا تغيير ولا تبديل فيه.


لماذا هذا الحكم ؟؟
لإن الله عزّ وجلّ أراهم المعجزات وأرسل الأنبياء عليهم بالآلاف وكانوا فئة تقتل وفئة أخرى تكذب بالنبي المرسل من الله إلى بني اسرائيل , وفئة تصدّ عن أمر نبيهم والذي هو وحي من الله ومنهم من يقوم بالمراوغة والتحريف فيه أمر الله مثل قصة أصحاب السبت وغيرها من القصص الأخرى عن طغيان وكفر بنو اسرائيل.
وهذا الأمر كان عبر سنين طويلة , ومع ذلك لم يؤمنوا بالله ولم يتّبعوا تعاليم أنبيائهم وتعاليم رب العالمين , وكانوا يحرّفون شرائع الله وشريعة نبيّهم موسى وغيره من الأنبياء عليهم السلام.
لذلك أنزل الله حكمه النهائي بأنهم (مغضوب عليهم)

وهذا يدلّ على ان بني اسرائيل (اليهود) لا أمل بهم بالصلاح ولا يمكن ان ينعدلوا او ينصلحوا إلى قيام الساعة
فمهما لو تصنّعوا السلام ومهما لو تصنّعوا انهم اصحاب خير واياديهم ممدودة دائماً للخير وللأعمال الخيرية وللسلام , فإن باطنها مسموم وقاتل.


ونحن البشر من المستحيل ان نقوم بتغيير كلام الله وحكمه سواء على شخص او أمة من الأمم, لإن الله عزّ وجلّ قبل أن يخلق جميع مخلوقاته وبعد ان خلق الماء , كان من اوائل المخلوقات هو (القلم), ففي حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلّم:
عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ. قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شيء حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ. رواه أبو داوود)

وحديث آخر:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، قَالَ : وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ) رواه مسلم ( 2653 )

فهذا إن دل يدل على ان الله تعالى عندما أمر القلم بكتابة مقادير كل شيئ وفي أدق واصغر التفاصيل , قد أمر الله بها القلم ان يكتبها في اللوح المحفوظ , وعندما أفرغ القلم بكتابة مقادير كل شيئ قام الله عز وجل بطوي (إغلاق) اللوح المحفوظ , بمعنى ان المقادير كُتِبَت وانتهى الأمر لا تغيير ولا تبديل بأمر الله
ومثلما قيل عند العرب ((رُفعت الأقلام وجَفّت الصُّحُفْ)) , أي ان كل شيئ كان وما سيكون قد تم كتابته باللوح المحفوظ عند الله , وجَفّت الصحف تعني لم يعد هناك جديد او تغيير وتبديل بأمر الله فقد انتهى الأمر بكتابة القلم وطوي اللوح المحفوظ , وما أمر الله به القلم بكتابته , سيكون ولن يتغير او يتبدّل.
والمعنى من هذا الكلام , ان غضب الله أنزله على بني اسرائيل من قديم الأزل , ولكن الله عز وجل عندما خلق البشر وجعل منها فئة مثل بني اسرائيل بحيث قاموا بالفساد في الأرض وتحريف امر الله وتكذيب انبيائهم , وذلك حتى يقيم الحُجّة عليهم في الآخرة ويريهم افعالهم ومافعلوه عبر التاريخ والأزمان ولا تكون له حُجّة في أمر الله تعالى.
فكيف نطلب ان يكون هناك سلام وعمل تطبيع معهم !!!
كيف نمدح ونتحدث عن الأمور الخيرية التي يقوموا بها اليهود وبنو اسرائيل ؟؟

كيف يمكن ان يخرج فئات او مانسميها رؤوس المنافقين وهم الذين وصفهم الله في كتابه الكريم وذكر أن هناك فئة من الأعراب أشد كفراً ونفاقاً
فهؤلاء الاعراب الذي يطلبون التطبيع مع اليهود وعمل سلام معهم هم الذين ذكرهم الله في القرآن الكريم (أشد كفراً ونفاقاً) !!!
هل من المعقول ان نكون نحن البشر أعلم من الله ببني اسرائيل !!؟؟

هل من المعقول ان يكون هناك تغيير او تبديل بحكم الله وكلامه على أمة من الأمم قد غضب الله عليها , بحيث نقول ان هذه الأمة اهل سلام ونقوم بمديحهم والتطبيع معهم !!
لو كنّا أمة تعقل او تتفكر فيما يحدث بالمسلمين وبالشرق الأوسط لوجدنا ان اليهود هم أساس الفتنة بالعالم !!
يقول الله عزَّ وجلَّ في كتابه الكريم بسورة المائدة وهو احد المواضع في القرآن الكريم والذي يتحدث عن مدى حقد بنو اسرائيل على المسلمين ومدى فسقهم وفسادهم عبر الازمان:

((لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) ۞ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ ....))


كذلك لو تفكّرنا بأقرب حدث حصل بالشرق الأوسط لوجدنا (داعش) والذي كانت تدعمها ايادي خفيّة وتموُّلها دول ((لا نريد ذكر اسمائها)) وكل ذلك بإشراف امريكي بريطاني وهذا كله لأجل اسرائيل ومن أجل انشغال العالم العربي والإسلامي بداعش, وانشغالهم عن القضية الأم (فلسطين – القدس والمقدسات الإسلامية).
من قام بتدريبهم وتحريضهم بتواجدهم بالشرق الأوسط وتحريف كلام الله وتفسيره حسبما يشاؤون لتشويه الدين الاسلامي ؟؟
انهم اليهود وبنو اسرائيل بمساعدة عدة دول مختلفة , هم من قاموا بتدريبهم وجعلهم يمثلون أنهم دولة إسلامية والقيام بتحريف كلام الله وتفسيره على اهوائهم وتشويهه , ولكي يزرعوا الرعب والخوف بين المسلمين ولكي ينشغلوا بهم عن القضية الأم والأساسية وهي القدس والمقدسات الإسلامية.

من قام بقتل المسلمين في فلسطين ؟؟ من تسبب بمذابح بالفلسطينيين سواء في فلسطين او لبنان ؟؟ مذابح تشمئز له الابدان , ومن قام بزرع الفِتَن بين العرب والمسلمين وتقسيم العرب إلى دول ودويلات حتى تثير الحروب والنعرات والعنصرية , ومن قام بتقسيم العرب إلى دول ومن أجل من ؟؟ كل ذلك من تحقيق حلم بني اسرائيل بالسيطرة على العالم ولكي يتأهبوا لانتظار مخلّصهم المزعوم والذي يقولوا عنه انه ربهم ومخلّصهم والعياذ بالله وهو (الدجال).

من جهة أخرى نستذكر موقف بنو اسرائيل مع نبي الله موسى عليه السلام , فعندما طلب موسى من قومه ان يحاربوا معه ضد العمالقة و قوم الجبارين , ماذا قالوا له بنو اسرائيل ؟؟
((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ))
[المائدة: 20-26]

فانظروا هنا في الآية السابقة ...
ان موسى عليه السلام وهو نبيّهم طلب منهم ان يجاهدوا معه في سبيل الله تعالى ليكون لهم أرض يسكنوا فيها , فما كان منهم إلا كعادتهم المراوغة والتخاذل والتراخي في الكلام , قالوا ان فيها قوم جبارين فلن ندخلها حتى يخرجوا منها !!!
هل كانت بنو اسرائيل يتوقعون من العدو الذي كانوا سيواجهونه ان يقفوا على الحد ويطلبوا من بني اسرائيل ان يدخلوا اراضيهم هكذا بلا ثمن ولا دفاع !!!
ولكن هؤلاء بني اسرائيل يجبنون على المواجهة ويريدوا كل شيئ ياتيهم على طبق من ذهب دون عناء ولا جهاد
كذلك انظروا الرد الذي وجهوه لنبيّهم موسى عليه السلام حيث كان ردّهم وقحاً في تخاطبهم مع الله ومع نبيّه وكان هناك سوء الأدب في التخاطب
قالوا: ((فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)) !!!
فهل يتوقعوا ان ينزّل الله ملائكة تحارب عنهم !!!

وبالمقابل , المسلمين في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفي أول غزوة لهم (غزوة بدر) مع النبي ماذا قالوا له ؟؟
قالوا يارسول الله لن نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى ((فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ))
بل اذهب انت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ...
ولهذا عندما صدق المسلمين في عهدهم مع الله ورسوله , صدق الله معهم وأيّدهم بجنود من الملائكة تحارب معهم ونصرهم على كفار قريش
فلم يكونوا مثل بنو اسرائيل , حيث ان الله سبحانه وتعالى قد حرّم هذه الأرض عليهم بعد تخاذلهم لنبيّهم موسى عليه السلام .


من جهة أخرى , لمن يقول بأن فلسطين لليهود وانها لبني اسرائيل لإنهم سكنوها منذ زمن
اقول له إن اليهود سكنوا عدة اماكن في بقاع الأرض وكانوا مشرّدين وهذا أمر الله فيهم , ومن البلاد والمناطق التي سكنوها , ((خيبر والمدينة المنورة)) قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليها , وسكنوا مصر في زمن النبي يوسف عليه السلام عندما اصبح عزيز مصر واستقرت به الأمور وجلب اهله واخوته ووالده إليها وأسكنهم في أرض كان اسمها في ذلك الوقت (حاسان) .
كما كان في العراق الكثير من اليهود للتجارة والعمل , وسكنوها وعاشوا فيها , فهل نقول على ذلك ان العراق او مصر او خيبر او المدينة المنورة هي لإسرائيل !!!
قطعاً لا , لإن الله سبحانه وتعالى حرّم عليهم بأن يجتمعوا وتكون لهم دولة وكيان


من جهة أخرى لمن يقول بنبرة الخوف والتخاذل بأن الإسرائيليين ابناء عمومتنا !!! أقول له
بان هذا الكلام صحيح , لإن بني اسرائيل كانوا من نسل النبي اسحاق والذي من طرفه عقّب النبي يعقوب
وكان من نسل اسماعيل عليه السلام هم العرب ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وكلا الطرفين اسماعيل و اسحاق انبياء وأبيهم واحد وهو ابراهيم الخليل عليه السلام
ولكن لماذا العرب المتخاذلين يتناسوا قول الله تعالى في سورة هود عندما خاطب بها نبيه نوح عليه السلام في قصة الطوفان !! والذي من خلاله أغرق الله الأرض كلها إلا من نجا مع نوح بالسفينة

وكان ضمن الذين غرقوا مع الكفار والذي لم يؤمن بالله هو أحد ابناء نوح , حيث كان النبي نوح ينادي ابنه اصعد معنا لتنجو , فقال له ابنه سآوي إلى جبل يعصمني , ونذكر الآية التالية :
(( ... وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ))
فعندما فتح الله السماء وأنزلت مطراً كثيف , والأرض أخرجت مائها بكثرة ثم غرق كل من في الأرض , وحال الموج بين نوح وابنه الكافر , ماذا كان رد ابنه على والده نوح ؟؟
((قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ))
وبعد ان تم أمر الله واستوت السفينة على اليابسة ماذا قال نوح وماذا طلب من الله ؟؟
((وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ))
دعا نوح ربه ان ينجّي ابنه من الغرق ... فماذا كان رد الله على نبيّه نوح ؟؟
((قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ))
فانظروا إلى الآية الأخيرة ماذا رد الله على نبيه ؟؟ قال انه ليس من أهلك وهذا عمل غير صالح
فبالرغم من ان ابن نوح هو ولده ومن صُلْبِه ودمه ولحمه , ومع ذلك لأنه كافر ولم يتّبع دين الله ولم يكن مع الذين آمنوا واتبعوا النبي نوح , قال الله لنوح انه ليس من اهلك وهو عمل غير صالح.

كما ونستذكر عدة مواقف أخرى , وهي قصة ابو لهب وهو عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم , فبالرغم ان ابو لهب عم النبي واخو والده , إلا أن الله تعالى حكم على ابو لهب قبل موته بأنه سيكون من اهل النار وسيصلاها هو وزوجته , حيث أنزل الله على ابو لهب وزوجته في سورة المسد وحكم عليهم بالنار قبل موتهم .
كذلك ابو طالب عم النبي , والذي وقف مع النبي في دعوته لدين الله وأيّده , ومع ذلك لإنه مات على دين آبائه ولم يمت على دين الإسلام فهو من اهل النار وهو من أقل أهل النار عذاباً بجهنم.
كذلك نستذكر موقف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما استأذن ربه لكي يستغفر لوالدته , فلم يأذن له الله بذلك , ثم استئذن من الله ان يزور قبرها فأذن الله له بذلك
وبالرغم من انها والدته ... لم يأذن الله لنبيه ان يستغفر لها لإنها ماتت على غير ملّة الإسلام
وفي آية في سورة التوبة قال الله تعالى:
((مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114))


كذلك لو قمنا بتتبّع صلة القرابة بين الناس أجمع لوجدنا ان جميع البشر قد أتوا من ثلاثة أشخاص بعد قصة الطوفان في زمن النبي نوح عليه السلام وذلك بعد النبي آدم بزمن طويل , وكانوا هؤلاء الثلاثة هم ابناء نوح:
سام , حام , يافث
وهذا يعني ان البشر كلهم ابناء عمومة , كذلك قوم يأجوج ومأجوج من نسل يافث بن نوح
ونحن من نسل سام بن نوح , وهذا يعني اننا ابناء عمومة !!!!
ولكن هل يمكن ان نقول ان يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض هم ابناء عمومة !! وان بيننا وبينهم صلة ؟؟!! ... قطعاً لا !!
... فكيف ممن يقول بطريقة تخاذل وخنوع وتواطئ بأن اليهود ابناء عمومتنا ويتحدث وهو مفتخر بها وعلى يقين من كلامه !!؟؟

إليس افعال بنو اسرائيل بالمقدسات الإسلامية وبقـتـلهم المسلمين وقبل ذلك قتلهم للأنبياء ممن يندرجوا تحت الآية والذي خاطب الله بها نبيّه نوح بأنه ليس من اهلك وانه عمل غير صالح !!!
فكيف ممن يتفاخر بعبارة انهم ابناء عمومتنا !! وكيف سيقابل الله تعالى في قوله الزور وتخاذله للإسلام والمسلمين !!
كذلك كيف للمنافقين الذين يريدون التطبيع مع اسرائيل ,كيف لهم يتفاخروا بان اليهود والاسرائيليين ابناء عمومتنا على اساس ان اسحاق و اسماعيل اخوان من اب واحد , وبالمقابل اليهود والاسرائيليين أنفسهم ينبذوا اسماعيل ويطعنوا به وبأمه هاجر !!
لماذا هم لم يحترموا اسماعيل وهو جد العرب وجد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, مثلما نحن نحترم اسحاق جد بني اسرائيل ؟؟
ولكن هذا اسلوب الأنفة والكبرياء والنظرة الدونية من طرفهم إلى العرب والمسلمين وكل من هو من نسل النبي اسماعيل عليه السلام .
في حديث صحيح عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: ((وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ)). رواه مسلم
ولاحظوا في الحديث السابق أخبر بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم بأنه من لم يؤمن بما أُرْسِلَ به كان من اصحاب النار
ولم يقل بما أرسل على موسى او عيسى أو اسحاق او يعقوب او غيرهم من الأنبياء , حيث ان من بداية دعوة النبي محمد فقد التغت كل الشرائع التي كانت قبله من الأنبياء وبقيت شريعة الله ونبيّه محمد صلى الله عليه وسلم , بالرغم ان جميع الأنبياء كانت شريعتهم التوحيد بالله والاعتراف بالنبي محمد وبدينه وسنّته , إلا أن بنو اسرائيل لم تعترف او تتبع حتى كلام انبيائهم من بني اسرائيل ولم يعترفوا بمحمد صلى الله عليه وسلم .








ولكن مايعزّينا هو أمر الله تعالى , حيث ان الله تعالى يدبّر الأمور بمشيئته , بحيث سيتواطئ الكثير من العرب مع اليهود وسوف يدعموا اليهود في فلسطين لاستيطانهم بها واحتلالها بشكل كامل وطرد الفلسطينيين من اراضيهم , واسـتـعـلاء اليهود على العالم وتجبّرهم بشكل أكبر , وهذا كله من أمر الله بحيث يجتمع كل يهود العالم في فلسطين ليأتي أمر الله في إبادتهم وتحرير الاقصى بإذن الله تعالى .